منوعات

الخميس - 14 مارس 2024 - الساعة 02:05 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


لماذا اختار الله العرب دون سواهم من الأمم عندما بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم منهم ولَم يختر غيرهم من امّم الحضارات الاخرى في ذلك الوقت بدلا من هؤلاء العرب الغارقين في التخلف والجهل؟!

لم يكن العرب في الجـاهلية ذو حضـارة كالإغريق والهنـود والفرس ، ولم تكن بلادهم القاحلة الماحلة تداني جمال مصر أو أوروبا أو ما وراء النهر، ولم يكونوا أكثر عدداً ولا عدة من أولئك،

لكنهم كانوا يملكون ما لم تملكه كل الحضارات الأخرى، ولعل هذا الذي قال عنه ربنا :(الله أعلم حيث يجعل رسـالته) هو الذي اختار أهّل العـرب لأن تظهر بينهم النبوة، وليكونوا هم حَمَلَتها، والناشرين لأنوارها، والحاملين لهمومها وأعبائها ؛ إذ كانوا يملكون أخلاقاً وصفات وعادات أصيلة ميزتهم ورفعت قدرهم ، وجعلت منهم خير أمة أخرجت للناس ، فحين كان الفارسي يستبيح أن يطأ أمه أو ابنته، كان العربي على استعداد لأن يموت دفاعـاً عن عرض جارته، أو ابنة عمه، أو حريم رجلٍ استجار به ، وحين كان الرومي يستعمل الحيلة والكذب والغدر ليثبت أركان ملكه ، كان العربي يفضّل الموت على أن يكذب أو تعيب عليه العرب شيئاًمن مروءته .

مكارمُ أخلاقٍ ومروءةٌ وشهامةٌ ونجدةٌ لم تكن تعيها الأمم السابقة ولا حتى اللاحقة .

فهذا عنترة يغار على عرض جاره فينشد قائلاً :
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ
لا أتبعُ النفسَ اللَّجوج هواها

وتلك هند بنت عتبة لما أتت تبايع النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لها : ( ولا يزنين )فسألته مندهشة : أو تزني الحرة يا رسول الله ؟

وتلك المرأة الأخرى التي ذهب قولها مثلاً بين الناس :

تموت الحرةُ ولا تأكلُ بثدييها
أي أنها لا تزني .

وهذا أبو سفيان يجيب ويشهد بالحق أيام جهله وكفره ، حين سأله هرقل عن (عدوه) محمد صلى الله عليه وسلم.. ولم يُرد أن تؤثَرَ عنـه كذبة تعيره بها العرب!!.

موقف آخر للكافر الجاحد أبي جهل حين وقف في وجه شباب قريش الذين كان هو أحد الذين جمعهم ودفعهم لمحاصرة بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بعد أن طال الانتظار لخروجه اقترح أحد المشاركين باقتحام المنزل وتسوره إلا أن الفارس العربي والكرامة والمروءة تنتفض في أبي جهل الكافر ليرفض هذا المطلب المشين الذي يخدش الرجولة العربية ، فيعقب فرعون هذه الأمة كما لقبه النبي صلى الله عليه وسلم ناهرًا صاحب الرأي قائلاً :

لا و(اللات) حتى لا تقول العرب : إننا فزّعنا بنات محمد ..

ولما خرجت هند بنت أبي أمية وحيدة مع طفلها مهاجرة إلى المدينة لتلحق بزوجها عبدالله ووصلت خارج حدود الحرم عند (التنعيم) يصادفها (رجل ٌ) من مشركي قريش هو عثمـان بن طلحة، الذي كان حاجب الكعبة في الجاهلية، فيراها على جملها وحيدة، خفيفة الزاد، غزيرة الدمعة، بادية اللهفة، فخافت على نفسها وولدها وظنت أنه الطلب جاء وراءها .

سألها: إلى أين يا بنت زاد الراكب - وكان أبوها من أجواد العرب المعدودين - قالت له: أريد زوجي بالمدينة.

- فقال : أوَ ما معكِ أحد يا هند؟
- قالت: لا والله، إلا الله ثم ابني هذا.
- فقال : والله مالكِ من مَتْرَك.. ولست عثمانَ بنَ طلحةَ إن لم أبلغك مأمنك عزيزةً حرة كريمة، فلا المروءة، ولا همة الرجال ترضى أن تُترك امرأةٌ مثلك وحيدة في هذه الصحراء العريضة.

وأخذ عثمان بخطام البعير فانطلق به دون تردد، ولا تفكير، ولا موازنات..

وأختم بالقصة التي رواها عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما أتيَ بسبايا طيء ، وقفتْ جميلة ٌمن سباياهم ، فلما رأيتها أعجبت بفصاحتها ، فقالت :

يا محمد ، إنْ رأيتَ أنْ تـُــخليَ سبيلـــــــي ولا تـُـشمتْ بي أحياءَ العرب ، فإني ابنة ُ سيد قومي ! وإنّ أبي كان يفكُّ العاني ويشبع الجائعَ ، ويكسو العاري ، ويفشي السلام َ ، ولا يردّ طالباً حاجةً قط ّ ، أنا ابنة حاتم الطائي .

فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : " يا جارية ، هذه صفاتُ المؤمنين ، خـَـلــُّـوا عنها فإنّ أباها كان يحبّ مكارمَ الأخلاق .

-------------------

قصة بدء نزول الوحي على النبي ﷺ

لما بلغ النبي ﷺ سن الكمال وهي أربعون سنة، أرسله الله للعالمين بشيرا ونذيرا ليخرجهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم.
فكان النبي ﷺ يخلو بغار حراء فيتعبد فيه الليالي ذوات العدد، فتارة عشراً، وتارة أكثر إلى شهر، وكانت عبادته على دين أبيه إبراهيم عليه السلام، ويأخذ لذلك زاده، فإذا فرغ رجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء.
فبينما هو قائم إذ ظهر له شخص وقال : أبشر يا محمد أنا جبريل وأنت رسول الله إلى هذه الأمة. ثم قال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارىء، فأخذه فغطه، حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله، ثم قال له : اقرأ. فيرد النبي ﷺ : ما أنا بقارىء، فأخذه فغطه مرةً ثانية ثم أرسله، فقال : اقرأ؟ فيرد النبي : ما أنا بقارىء، فأخذه فغطه الثالثة، ثم أرسله فقال : {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}.

فرجع النبي ﷺ يرجف فؤاده مما ألم به من الروع الذي استلزمته مقابلة الملك جبريل لأول مرة فدخل على خديجة زوجه، فقال: "زملوني .. زملوني"

فزملوه _ فغطوه _ حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي، لأن الملك غطه حتى كاد يموت.

فقالت خديجة : "كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق"

ولتتأكد خديجة مما ظنته، أرادت أن تتثبت ممن لهم علم بحال الرسل ممن اطلعوا على كتب الأقدمين، فانطلقت به حتى أتت ورقة بن نوفل ابن عمها، وكان أمرأ قد تنصر في الجاهلية، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك.

فقال يا ابن أخي ماذا ترى؟
فأخبره النبي ﷺ ما رأى.

فقال له ورقة : هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، لأنه يعرف أن رسول الله إلى أنبيائه هو جبريل،

ثم قال له ورقة : يا ليتني فيها جذعا (شابا جلدا) إذ يخرجك قومك من بلادك التي نشأت بها، لمعاداتهم إياك وكراهيتهم لك، حينما تطالبهم بتغيير اعتقادات وجدوا عليها اباءهم.

فاستغرب النبي ﷺ وقال: أو مخرجي هم؟!

قال ورقة : لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي.

* وسائل التواصل