أخبار اليمن

الثلاثاء - 05 ديسمبر 2023 - الساعة 01:53 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص


اتهمت صحيفة دولية "إماراتية" تصدر من لندن، جمعية خيرية كويتية لها علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، باختراق محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن (الشرق). وهاجمت حزب الإصلاح، الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن، لافتة إلى أنه يقوم بتوسيع نفوذه في المحافظة ويستعين بالدعم المالي المقدم من تلك الجمعية وجمعيات أخرى دولية تابعة لجماعة الإخوان.

وقالت صحيفة العرب في تقرير لها اليوم الثلاثاء، أن حزب التجمّع اليمني للإصلاح فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ينفذ بالتوازي مع جهوده السياسية وتحرّكاته العسكرية الهادفة إلى الحفاظ على نفوذه في عدد من مناطق البلاد، عملية اختراق ناعم لعدد من المرافق والقطاعات الخدمية الحساسة في تلك المناطق، مستعينا بالقدرات المالية لفروع أخرى من التنظيم الدولي.

وأضافت أن حزب الإصلاح يخوض في الوقت الراهن إحدى أهم معارك النفوذ في محافظة حضرموت الغنية بالنفط والمنفتحة على البحر والمجاورة لمحافظة مأرب معقله الرئيسي.

وتابعت: "ورغم ما يواجهه الحزب من مصاعب في الحفاظ على دوره في الإدارة المحلية للمحافظة، وكذلك دوره العسكري ضمن قوات المنطقة العسكرية الأولى، فإنّ تركيزه على “العمل التطوعي والخيري” لا يزال يضمن له وجودا في قطاعات ذات أهمية في الحياة اليومية للمواطن العادي مثل الصحّة والتعليم".

ونقلت الصحيفة عن متابعين للشأن المحلّي في حضرموت رصد "تكاثف أنشطة جمعية العون المباشر الكويتية في المحافظة من خلال ما تنجزه من مبادرات ومشاريع في القطاع الصحّي مستغلّة النقائص التي يشهدها القطاع هناك وفي أغلب مناطق اليمن".

وقالت أن "الجمعية التي أسسها الإخواني الكويتي البارز عبدالرحمن السميط مطلع ثمانينات القرن الماضي تعرف بثرائها الشديد المتأتي أساسا من نشاطها في جمع التبرعات. ورغم ما اكتسبته الجمعية من سمعة في العمل الخيري في الكثير من البلدان الفقيرة وخصوصا في القارّة الأفريقية إلاّ أن اتهمامات بالتلاعب بأموال التبرعات وتحويلها لتمويل النشاط الحزبي للتنظيم الدولي في عدّة بلدان، لاحقتها من خلال رصد قامت به السلطات الكويتية قبل ثلاث سنوات وأظهر وجود مخالفات في عمل ثمان وثمانين جمعية خيرية تابعة لجماعة الإخوان في مقدمتها جمعية الإصلاح الاجتماعي وفروعها التي تبلغ قرابة الثمانين فرعا".

وأشارت إلى أن "يظهر تركيز الجمعية على الساحة اليمنية أنّ حزب الإصلاح الذي يعمل كواجهة لجماعة الإخوان ضمن المستفيدين من أموال التبرعات الكويتية التي تقوم جمعية العون المباشر بتحويلها عن غرضها الأصلي وهو العمل الخيري إلى تشكيل محفظة للتمويل الحزبي، فضلا عن الدعاية الإيجابية للجماعة التي يجنيها الحزب من انخراط الجمعية في إنجاز مشاريع حيوية ذات انعكاس مباشر على حياة السكان" .

وأفادت الصحيفة أن "أحدث تدخّلاتها في القطاع الصحي بحضرموت تمثل في افتتاح قبل أيام مستوصفا صحيا في المحافظة مخصصا لخدمة نحو سبعة آلاف ساكن وذلك بأموال تبرعات تمّ جمعها في الكويت".

ونُقل عن نائب المدير الإقليمي لجمعية العون المباشر، مكتب اليمن، أحمد وهاب قوله إن المستوصف الذي أقيم في منطقة مهينم بمديرية الريدة وقصيعر يهدف إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية للآلاف من الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول عليها.

وأضاف متحدّثا لوكالة الأنباء الكويتية أن الجمعية تهدف من إنشاء المرافق الصحية إلى تعزيز القطاع الصحي في اليمن بعد أن غدت خدمات الرعاية محدودة نتيجة النقص المزمن في الإمدادات والمعدات.

ولفتت إلى أنه "على غرار ما هو جار في حضرموت تتعامل السلطات المحلية في عدد من المحافظات اليمنية مع الجمعية الكويتية دون معرفة بخلفياتها الحزبية والأيديولوجية، وذلك بدافع الحاجة إلى تحسين الخدمات الأساسية التي تعرف نقصا فادحا في تلك المحافظات" .

ويضاف المستوصف الجديد لثلاثة عشر مشروعا صحيا أنجزتها الجمعية في تريم وشبام وسيئون والقطن وغيرها من مناطق وادي حضرموت.

وأكدت الصحيفة أن "جمع التبرعات في الكويت من قبل الجمعيات الخيرية أحد أبرز مصادر تمويل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وفروعه المنتشرة في الدول الإسلامية وغيرها، ويذهب جانب منها لدعم جماعات جهادية مرتبطة بالمشروع الإخواني أو لتكريس المفاهيم السلفية للدين عبر ما تطلق عليه تلك الجمعيات صفات الدعوة والصحوة واحتضان الناشئة المسلمة أو تقديم المساعدات للمحتاجين للاستفادة من أصواتهم في ترجيح كفة التيارات الإخوانية في الانتخابات التي تجري في هذا البلد أو ذاك".

وأضافت: "في سنة 2020 وإثر نشاط غير عادي في عملية جمع التبرعات تحت عنوان مساعدة المتضرّرين من جائحة كورونا كشف إمام مسجد في منطقة جابر الأحمد بالعاصمة الكويت أنّ تسعين في المئة من الجمعيات الخيرية تقوم بسرقة أموال التبرعات ولا توصلها إلى الغاية المقصودة منها. وكان قد ورد اسم جمعية العون المباشر إلى جانب العشرات من الجمعيات الكويتية المتهمة بالتلاعب بأموال التبرّعات من بينها جمعية الشيخ عبدالله النوري والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية إحياء التراث الإسلامي وجمعية النجاة الخيرية والعلوم الإسلامية وجمعية السلام للإعمال الإنسانية والخيرية".

وأدعت الصحيفة أن "جماعة الإخوان في اليمن يولون أهمية استثنائية لاختراق محافظة حضرموت والسيطرة عليها لمنع المجلس الانتقالي الجنوبي من ضمّها إلى مشروعه القائم على استعادة دولة الجنوب المستقلّة. ودعا صلاح باتيس القيادي في حزب الإصلاح مؤخّرا إلى جعل المحافظة جزءا مما سماه “الإقليم الشرقي”، قائلا في منشور على منصة إكس إنّ إشهار مجلس حضرموت الوطني “يعتبر ركيزة أساسية من ركائز العدالة ورفض التبعية وانتزاع السيادة والندية والقرار والإجماع الحضرمي، وهذا من وجهة نظري مفتاح الحل، ليس لحضرموت والشرق فقط، بل ولليمن بشكل عام شمالا وجنوبا وشرقا وغربا”".

يذكر أن معظم الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية العاملة في اليمن، تعمل لصالح أجندات معينة، حيث أن كل منظمة أو جمعية تنفذ أجندات بلدها وسياساته، بينما رصدت تقارير صحفية سابقة عن تورط بعضها في عمليات تمويل مشبوهة لميليشيات، وأخرى تتستر بالأعمال الخيرية للتغطية على أعمال سرية لأغراض سياسية وحزبية ضيقة.