الثلاثاء - 19 سبتمبر 2023 - الساعة 10:27 م بتوقيت اليمن ،،،
سبوتنيك
انطلقت أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يشارك فيها للمرة الأولى نائب رئيس المجلس الرئاسي في اليمن، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث حظيت تلك المشاركة بالكثير من الجدل بين القوى الجنوبية، ما بين الرفض والتأييد والاستياء، وظهرت التحليلات التي تعبر عن المخاوف من ضياع القضية الجنوبية.
لماذا يرفض البعض مشاركة رئيس "الانتقالي" في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن وفد الحكومة اليمنية؟، وما الذي يعود على تطلعات الجنوب من تلك الخطوة؟، وهل تسهم في تزايد حدة الصراع في الداخل؟.
بداية، يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي، إن الجدل الدائر حول أهمية ومردود حضور رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة الـ78 سواء من المؤيدين أو الرافضين هو في الحقيقة بعيد عن الواقع وكلا الفريقين يسبح في فلك آخر.
بعيد عن الواقع
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "الجدل يدور حول القضية الجنوبية وأنها وصلت إلى أروقة المنظمة الدولية، والواقع أن هذا الجدل يدور حول مسألة غير مطروحة أساسا في اجتماعات الأمم المتحدة، وحضور رئيس المجلس الانتقالي طبيعي باعتباره نائبا لرئيس المجلس الرئاسي وليس ممثلا لقضية الجنوب وهو ضمن الوفد اليمني المشارك، وليست هناك علاقة أو مجرد الإشارة إلى القضية الجنوبية لا تلميحا ولا ضمنيا".
وتابع قاسم: "حضور الزبيدي طبيعي ولا يمثل أي وزن سياسي لقضية الجنوب ولا يضيف شيئا لها، بل على العكس يأتي ترتيب حضور رئيس المجلس الانتقالي بمعية رئيس المجلس الرئاسي ضمن محاولات إفراغ القضية الجنوبية من مضمونها ومشروعيتها".
المؤيدون والرافضون
وأشار القيادي في الحراك، إلى أن "الطرف المؤيد للزيارة والتي يراها نقلة نوعية للقضية الجنوبية، في تقديري لا يمتلك القرار المستقل، فهو تابع للمجلس الانتقالي ويحاول التعبير عن نفسه وبأي شكل حتى لو كان على حساب المساس بالقضية الجنوبية، فالأهم لديه تسجيل ظاهرة صوتية يثبت وجوده من خلالها رغم غياب دوره تجاه قضايا المواطنين".
وفيما يتعلق بالطرف الثاني، الذي يرى أن الزيارة تهدم من رصيد القضية الجنوبية، يقول قاسم: "الطرف الرافض لا يرى أن ما يتحدث به المجلس الانتقالي حقيقة، بل وهما أو ضربا من الخيال ومحاولة يائسة، وهذا الرأي قريب من الواقع لأن الانتقالي اعتمد على مهارة الترويج والتهليل إعلاميا ويكتفي بهذا، وما زال يخدع نفسه والشعب أيضا".
إضفاء المشروعية
ويرى القيادي في الحراك، أن "حضور رئيس المجلس الانتقالي مسألة عادية لا علاقة لها بالقضية الجنوبية ولم يتم طرح شيء مما يتناوله البعض، وباعتقادي أن اجتماعات الأمم المتحدة بشأن اليمن مرتبطة أساسا بشأن السلام ووقف الحرب والتسوية الشاملة، وهي نتاج لما تم الاتفاق عليه بين السعودية وإيران، وما يتم طرحه هو إضفاء المشروعية والصفة الإلزامية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الحوثيين (أنصار الله) والسعودية وفقا للدور العماني، أما بقية الأطراف فهى خاضعة تابعة لا تملك القرار المستقل".
أهداف الزيارة
في المقابل، يرى أمجد يسلم صبيح، القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، أن "مشاركة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لم تثِر جدلا بين الجنوبيين المؤمنين بقضية شعب الجنوب، لأنهم يعرفون جيدا أن قيادة المجلس والوفد المرافق له ذهبوا إلى أمريكا لأجل السلام أولا في اليمن بشكل كامل، ولأجل قضية شعب الجنوب بشكل خاص".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "مشاركة رئيس المجلس وتواجده في جلسات الجمعية العمومية لم تأتِ من فراغ، الجميع يعرف قوة المجلس الانتقالي الجنوبي ويعرف أن هناك قضية خاصة بشعب الجنوب لا يمكن تجاهلها، والأحداث السابقة تثبت ذلك والقادم أيضا، سيكون هناك انتصارات سياسية كبيرة يحققها المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال هذه الزيارة والمشاركة".
وتابع صبيح: "الجدل الحاصل الآن أتى فقط من الطرف الآخر الغير مؤمن بالسلام، الطرف الذي يريد استمرار الحرب سواء عبر بقاء الحوثي (أنصار الله) يحكم الشمال أو من خلال شن الحرب على محافظات الجنوب وفتح جبهات هنا وهناك، الهدف منها إطالة مدة الحرب، لأن تحقيق السلام في اليمن لن يتم إلا بحل عادل للقضية الجنوبية وفق ما يريدة الشعب الجنوبي وهو استعادة الدولة الجنوبية".
خطوة تاريخية
وأشار القيادي في المجلس، أن "الانتقالي الجنوبي يعد شريكا أساسيا في صناعة السلام في اليمن، بشكل عام هو المسيطر على الأرض في كل المحافظات الجنوبية والمفوض من قبل الشعب، ومن خلال مشاركة الزبيدي في الأمم المتحدة ستكون هناك حوارات كثيرة ولقاءات سيعقدها في الولايات المتحدة الأمريكية، وتم بالفعل عقد الكثير منها مع وزير الخارجية الأمريكي وعلى هامش جلسة التنمية المستدامة حصلت هناك مصافحة تاريخية بين الزبيدي وبين وزير الخارجية القطري، وذلك يمهد لعلاقات كبيرة بحسب بعض المتابعين، ما يعني أن مشاركة الزبيدي تعني وضع قضية شعب الجنوب على طاولة صناع القرار العالمي وهذه خطوة فارقة وتاريخية في قضية شعب الجنوب".
بناء تحالفات
وفيما يتعلق بمصالح الجنوب، يقول صبيح: "يمكن أن يستخدم رئيس الانتقالي منصة الوفد اليمني للدفاع عن مصالح الجنوب، وتسليط الضوء على القضايا الهامة والمطالب الجنوبية، كما يمكنه العمل على تعزيز الوعي بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الجنوب والسعي لتلبية تلك المطالب".
مضيفا: "تلك المشاركة يمكن أن تساهم أيضا في بناء التحالفات والشراكات مع القوى والأطراف الأخرى من صناع القرار المتواجدين في جلسات الأمم المتحدة، للضغط على المجتمع الدولي لإنصاف شعب الجنوب واستغلال هذه الشراكات لتعزيز الموقف الجنوبي وتحقيق أهداف الجنوب في العملية السياسية، بجانب تقديم رؤية لحل الأزمة اليمنية مع الأخذ بعين الاعتبار أهداف شعب الجنوب وقضيته العادلة".
واختتم صبيح بقوله: "بالنسبة لشعب الجنوب لا يلتفت إلى ما يقوله الأعداء وما يبثونه من أفكار مضللة بشأن الزيارة، وما يهمنا هنا أن شعب الجنوب يثق كل الثقة بقيادته الجنوبية في تبني قضية شعب الجنوب والدفاع عنها داخليا وخارجيا".
وصف القيادي في المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي، حضور رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في جلسات الدورة التي تعقد في نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالمتقدمة لتطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.
وكتب الخبجي، في منشور له عبر مواقع التواصل: "الوصول إلى الأهداف الكبيرة والعظيمة، تمر بمراحل، والقائد العظيم من يدرك ذلك، ويعمل على تحقيقها، من خلال حضوره الفاعل في مختلف المحافل الدولية"، بحسب صحيفة "عدن الغد".
وأضاف الخبجي: "حضور رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي في اجتماع جلسات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يمثل حضورا متقدما لقضية الجنوب وتطلعات شعبنا الجنوبي العظيم في أروقة الأمم المتحدة".
ووصل رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ونائبه رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس قاسم الزبيدي، يوم الأحد الماضي، إلى مدينة نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.