أخبار وتقارير

الأربعاء - 22 فبراير 2023 - الساعة 01:55 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


جاسم البديوي أمين عام مجلس التعاون الخليجي أثناء لقائه مع سفير السعودية في اليمن آل جابر ، يؤكد تمسك المجلس بحل الصراع في اليمن على قاعدة المرجعيات الثلاث.

هذا التصريح في حضرة الرجل القوي الممسك بملف اليمن آل جابر، يعطي ملمحاً بارزاً لأفق التسوية السياسية التي يعمل الإقليم على إنضاج بنودها ،وإخراجها بتوافقات دولية إلى العلن.


كل أطراف المجلس الرئاسي جزء من هذه الرؤية بإستثناء الإنتقالي الذي يغرد وإن ظاهرياً بمشروعه خارج هذا السرب ، ولا يُعرف موقفه المعلن من هكذا حل يطيح بفكرة فك الإرتباط وإستعادة الدولة ، ومن وحي كل التصريحات السياسية والحراك الإقليمي الدولي ، لم يعد فك الإرتباط مطروحاً كخيار على الطاولة.

الصمت لايخدم الإنتقالي ، عليه ان يكف عن شحن قاعدته بحل السقف المرتفع ، فيما تجري وتمارس عليه الضغوط لتقديم تنازلات مميتة ، مقاومتها إنتحار عسكري سياسي ، وقبولها تكسير الثقة مع قواعده وتصدعه من الداخل.

على الإنتقالي أن يكون أكثر شفافية ووضوحاً مع جماهيره ، عليه أن يضعهم في صورة المشاريع المطروحة وحقيقة موقفه منها ، وما إذا كان عليه مراجعة خطابه الإستقلالي ، بقبول نصف حل أو مادون النصف في الراهن ، في ما يبقى مشروعه السياسي هدفاً مستقبلياً طويل الأجل.

الإمارات ليست قوة عظمى مستقلة عن مركز الحركة الإقليمية أي السعودية ، وبالتالي الرهان عليها للوقوف ضد كل المشاريع المطروحة المضادة للجنوب ، ضرب من التبسيط المُخل والخيال السياسي غير المنتج ، ضمان مصالحها في سياق تسوية شاملة أولوية تفوق حسابات ومصالح ومشاريع حلفائها، وبالتالي لا أحد في الرياض أو أبو ظبي إذا ماتم إقرار شكل الحل ، سيحارب ضد مصالحه .

هذا مالا يفهمه كل من أزال الخيط الرفيع الفاصل بين صياغة وإستثمار التحالفات لصالح قضيته ، وبين تسليم كل الأوراق من دون الحفاظ على قدرٍ كافٍ من الإستقلالية وخطوط الرجعة .

الحل بالصدمة لا يصلح مع القضية الجنوبية ، مالم تتم تهيئة البيئة السياسية النفسية لقبول المشروع المطروح للجنوب ، التساوق معه سيفخخ الإنتقالي من الداخل.

على الإنتقالي أن يكاشف حواضنه ما الذي يحدث؟