عرب وعالم

الأربعاء - 16 أبريل 2025 - الساعة 12:42 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


توجه الرئيسان السوري أحمد الشرع واللبناني جوزيف عون الثلاثاء إلى العاصمة القطرية الدوحة، في زيارة هي الأولى لهما إلى الدولة الخليجية، منذ تسلمهما المنصب، فيما بدا هدف الرئيسين البحث عن دعم لتثبيت أركان عهدهما.

وتوجد نقاط مشتركة بين عون والشرع، فكلهما يحمل مسؤولية إيصال بلديهما إلى بر الأمان، بعد سنوات من عدم الاستقرار، فسوريا عانت منذ العام 2011 من حرب أهلية مدمرة، أما لبنان فعانى منذ العام 2019 من انهيار اقتصادي، تفاقم في العام 2023 جراء المواجهة بين حزب الله وإسرائيل.

وتم انتخاب عون من قبل مجلس النواب في يناير الماضي لقيادة مرحلة جديدة في لبنان بعيدا عن نفوذ حزب الله، الذي تعرض لضربات قاصمة خلال المواجهة مع إسرائيل، أفقدته توازنه في الداخل اللبناني. أما الشرع فتم تعيينه في نفس الشهر رئيسا انتقاليا لسوريا، بعد الإطاحة بنظام حكم بشار الأسد.

ويواجه الرئيسان السوري واللبناني تحديات متشابهة، ومنها تفكيك تركة الماضي القريب، وإنعاش الوضع الاقتصادي وهو ما لا يمكن أن يتحقق بدون رفع للعقوبات في سوريا، وفك المساعدة المشروطة عن لبنان.

ووصل الرئيس السوري إلى الدوحة قبل ساعات فقط على قدوم نظيره اللبناني، فيما يعتقد أن تزامن الزيارتين كان مقصودا، وقد يكون أحد الأهداف بحث ملفات سورية – لبنانية عالقة، وتفكيك العقد التي تحول دون علاقات طبيعية بين دمشق وبيروت، بينها اللاجئون ومسألة المعابر الحدودية، وذلك بضمان قطري.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مقدمة مستقبلي الرئيس السوري بمطار حمد الدولي، فيما اقتصر استقبال الرئيس اللبناني على وزير المواصلات الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني وسفير قطر لدى لبنان الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، في خطوة لا تخلو من دلالات سياسية على الأهمية التي تمثلها كلتا الدولتين بالنسبة إلى قطر.

نقلت وكالة الأنباء القطرية “قنا” الثلاثاء أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني “تقدّم مستقبلي أخيه فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لدى وصوله والوفد المرافق الصالة الأميرية بمطار حمد الدولي، في زيارة رسمية للبلاد”.

وبحسب ما نقل الديوان الأميري القطري، فقد تناولت المحادثات التي جرت بين أمير قطر والرئيس السوري “أبرز التطورات الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، دون المزيد من التفاصيل.

وبعد وصول الشرع ببضع ساعات، حطّت طائرة الرئيس اللبناني جوزيف عون في الدوحة مرافقا بوزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي بحسب الرئاسة.

وقال عون في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية “قنا” عقب وصوله إن قطر تمتلك “خبرة كبيرة يمكن الاستفادة منها في تطوير قطاع الطاقة اللبناني، وتعافي القطاع المالي من خلال تشجيع الاستثمارات القطرية في لبنان والتعاون المصرفي، وتنمية قطاع السياحة عبر تعزيز التبادل السياحي وتشجيع القطريين على المجيء إلى لبنان.”

وأشارت مصادر إلى أن من بين الملفات التي حملها الرئيسان اللبناني والسوري إلى الدوحة دفع رواتب الموظفين ودعم الأجهزة العسكرية والأمنية.

وتقول المصادر إن الدوحة تركز في هذه الفترة على العلاقة مع سوريا، حيث إنها تريد أن تجني ثمار دعمها للمعارضة، على خلاف لبنان حيث يواجه البلد تعقيدات كثيرة، وتدخلا من عدة أطراف في مقدمتها الولايات المتحدة.

وزار رئيس الوزراء القطري الشيخ محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني دمشق منتصف يناير، وأعلن تقديم دعم فني لإعادة تشغيل البنى التحتية.

وفي الثلاثين من يناير، زار أمير قطر دمشق، مهنئا الشرع “بمناسبة انتصار الثورة السورية واختياره رئيسا للمرحلة الانتقالية”، وبحث وقتها مع السلطة السورية “إطارا شاملا” لإعادة إعمار سوريا. كما تناولت المحادثات قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية والاقتصاد والصحة والتعليم والخدمات المصرفية.

وسبق لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن زار قطر مرتين منذ توليه منصبه. وخلال زيارة في الخامس من يناير، برفقة وزير الدفاع ومدير الاستخبارات، دعا الشيباني إلى رفع العقوبات عن سوريا، معتبرا أنها “تشكل حاجزا ومانعا من الانتعاش السريع والتطوير السريع.”

وبخلاف دول عربية أخرى، لم تستأنف الدوحة علاقاتها مع دمشق في السنوات القليلة الماضية، مع عودة الأسد إلى الحاضنة العربية ومشاركته في القمة العربية في جدّة في مايو 2023.

وكانت قطر ثاني دولة بعد تركيا تعيد فتح سفارتها في دمشق بعدما كانت في عداد دول خليجية عدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق واستدعت سفيرها، بعد أشهر من اندلاع النزاع عام 2011.

وإلى جانب تركيا، أحد داعميه الرئيسيين، زار الشرع دولا عربية عدة منذ توليه السلطة بينها الإمارات والسعودية.

وتسعى كل من بيروت ودمشق إلى تحسين العلاقات منذ الإطاحة بالأسد الذي سيطرت عائلته على الشأن اللبناني طيلة عقود، وتتهمه السلطات باغتيال عدد من المسؤولين في لبنان الذين عبروا عن معارضتهم لهيمنة سوريا.

وخلال زيارته إلى بيروت في الرابع من فبراير، قال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمّد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده “ستكون حاضرة” لدعم إعادة الإعمار، بعدما خلّفت المواجهة الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل دمارا واسعا في مناطق عدة، لكنها لا تزال تتأنى في هذه الخطوة، التزاما بالسياسة الأميركية التي تربط أي مساعدة لإعادة الإعمار بنزع سلاح حزب الله وتطبيق لبنان إصلاحات اقتصادية.

وتعد قطر إحدى الدول التي قدمت دعما ماليا وعينيا للجيش اللبناني على مراحل عدة.