الأحد - 20 أكتوبر 2024 - الساعة 09:20 م بتوقيت اليمن ،،،
تقرير | صدام اللحجي :
شهدت محافظة لحج منذ أيام مضت توترات سياسية وأمنية ، وذلك على خلفية رفع علم الجنوب فوق مبنى المحافظة. هذه الأحداث أثارت الكثير من الجدل بين أبناء المحافظة، حيث ظهرت خلافات بين السلطة المحلية والمجلس الانتقالي حول رفع العلم والرمزية التي يحملها.
ومع ذلك، جاء مشهد اليوم مؤثر ليجسد معاني الأخوة وتغليب المصلحة العامة على الخلافات السياسية، عندما ظهر المحافظ التركي والحالمي جنبًا إلى جنب في لقاءٍ ودي، أكدا فيه على أهمية الوحدة والعمل المشترك لخدمة محافظة لحج. هذه الصورة عكست رغبة الطرفين في تجاوز الخلافات السياسية والعمل سويًا من أجل استقرار المحافظة ، بعيدًا عن أي نزاعات قد تضر بمصلحة المواطنين.
لقد أظهرت هذه اللحظة قيمة التعقل والرشاد في قيادة شؤون البلاد، حيث فضّل القادة مصالح المحافظة على أي تصعيد أو تراشق إعلامي. ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة والتحديات الأمنية التي تواجهها لحج، أدرك الطرفان أن استمرار الخلافات لن يخدم إلا مفاقمة الأوضاع، بينما الحوار والتفاهم هما السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والتنمية.
رفع علم الجنوب كان نقطة خلافية، إلا أن التعامل معها بحكمة من قِبل المحافظ التركي والقيادي الحالمي قدّم نموذجًا يحتذى به في إدارة الأزمات السياسية. كلا الرجلين اتفقا على أن لحج بحاجة إلى تعاون جميع الأطراف، وأن الأولوية يجب أن تكون لتقديم الخدمات للمواطنين وتحسين معيشتهم، بدلًا من التركيز على الخلافات الرمزية التي قد تعيق التقدم.
هذا اللقاء حمل رسالة واضحة بأن القادة يمكنهم أن يضعوا مصلحة أبناء لحج فوق أي اعتبار شخصي أو سياسي. فالأخوة بين المحافظ التركي والحالمي تجسدت في قدرتهما على تخطي الخلافات والالتزام بالمصلحة العامة، وهو درسٌ هام يمكن أن يكون مثالًا يحتذى به في مختلف المحافظات اليمنية.
تأتي هذه الصورة لتؤكد أن الحوار والتفاهم هما السبيل لتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد الجهود من أجل بناء مستقبل أفضل. إن لحج، مثل بقية المحافظات الجنوبية ، بحاجة إلى قيادات حكيمة تضع نصب أعينها مصلحة المواطن، وتعمل على تحقيق الاستقرار من خلال التعاون والتفاهم، لا الخلاف والتصعيد.