الأربعاء - 16 نوفمبر 2022 - الساعة 11:09 م
على مدى أكثر من عشر ساعات أوشك العالم أن يعيش الحرب العالمية الثالثة، بسبب صاروخين سقطا في الأراضي البولندية، وأسفرا عن مقتل شخصين مع بعض الاضرار المادية.
بيد إن القيمة المعنوية لهذا الحدث هي الأهم، فبولندا عضوٌ في حلف الناتو، وأي دخول لها في الحرب يعني الدخول المباشر لحلف الاطلسي وبالتالي الذهاب باتجاه حرب عالمية ثالثة محققة، وفي هذه الحالة فإن الأمر كان سيعني أن نهاية العالم قد أوشكت.
كان الممثل الكوميدي فلاديمير زيلينسكي، وهو رئيس أوكراينا أكثر المتحمسين لتحريض حلف الأطلسي وكل العالم ضد روسيا باعتبارها هذه المرة اعتدت على دولة عضوٍ في الناتو، وقال حرفيا ما معناه إن المستهدف من هذين الصاروخين هو حلف الناتو وعلى الناتو أن يتحرك.
لم تمض ساعات حتى جاء التصريح الصاعق لزيلينسكي على لسان الرئيس الامريكي جو بايدن ، صانع هذه الحرب وبطلها الأول ومن مقر إقامته في جزيرة بالي الإندونيزية الجميلة حيث يشارك في مؤتمر مجموعة العشرين (G20)، إذ قال (بايدن) إن المعلومات المتوفرة تفيد بأن الصاروخين اوكراينيين أطلقا لاستهداف صاروخ روسي.
هل هذه هي الحقيقة كلها؟؟!!
نائب رئيس مجلس الدفاع الروسي ديميتري ميدفيدييف كان قد اتهم أوكراينا بإطلاق هذين الصاروخين بهدف جر الأطلسي للدخول المباشر في الحرب بعد دخوله غير المباشر.
وهكذا يأتي الكشف الجزئي عن هذه الحقيقة ليؤكد مجموعة من الحقائق الأخرى التي قد لا يعترف بها اليوم أساطين حلف الحروب والعدوان لكنهم سيقرون بها بعد انطواء صفحات هذه الحرب الحمقاء وأهم هذه الحقائق:
١. إن الصاروخين أوكراينيين وإن الاتهام الروسي لأوكراينا بمحاولة استدراج الأطلسي لخوض حرب عالمية ضد روسيا لم يأت من فراغ، أما القول بأن الصاروخين أطلقا للتصدي لصاروخ روسي، فهو قد يكون مجرد محاولة للتخفيف على زيلينسكي من الإدانة العالمية. لحماسه للتدخل العالمي في الحرب جراء صاروخين كان يعلم بإطلاقهما من داخل الأرض التي يحكمها وربما يكون هو من أمر بإطلاقهما.
٢. إن حلف الأطلسي ومعه الغرب عموما لم يعد لديه الاستعداد الكافي لتحمل مغامرات زيلينسكي الكوموتراجيدية وأنه قد سئم دفع ضريبة هذه المغامرات الصبيانية الطائشة.
٣. إن زعيم الحرب نفسه (جو بايدن) يراجع خطواته المتهورة التي شجعت زيلينسكي ودفعته إلى سياساته المغامرة التي اوصل بها العالم إلى حافة الحرب العالمية.
٤. إن محاولة دفع روسيا باتجاه توسيع دائرة الحرب لتشمل دولاً أعضاء في حلف الناتو وتحريض هذه الدول لمهاجمة روسيا، هي محاولات بائسة مآلها الخيبة والفشل، وإن روسيا تمتلك من الذكاء والدقة والمسؤولية ما لا يمكن لصبية السياسة في أوكراينا أن يدركوه ناهيك عن أن يجاروه.
حادثة الصاروخين التي أراد زيلينسكي من خلالها جر العالم إلى حرب عالمية ثالثة تحولت إلى لعنة عليه وعلى مهندسي سياساته المراهقة الخائبة ونقلت روسيا من موقع المتهَم (بفتح الهاء) إلى خانة (المتهِم) بكسرها، الذي من حقه اتخاذ مزيد من العقوبات بحق الجاني الذي لم يتعلم من الخيبات التي أنتجتها سياساته الطائشة.