أخبار وتقارير

الخميس - 17 أبريل 2025 - الساعة 12:08 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


نفت دولة الإمارات العربية المتحدة، الأربعاء، تقارير إعلامية عن انخراطها في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هجوم بري قد تشنه قوات يمنية على الحوثيين الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من اليمن.

وأذكت عملية القصف التي بدأتها القوات الأميركية منذ منتصف مارس الماضي على مواقع الحوثيين العديد من التحليلات والتوقّعات بشأن إمكانية تحويل القصف الجوي إلى عملية عسكرية على الأرض لإسقاط السلطة الموازية للجماعة الموالية لإيران وإعادة بسط سلطة الحكومة الشرعية على كامل التراب اليمني.

غير أن شيئا واقعيا بذلك الاتجاه لم يتحقق إلى حدّ الآن حيث ما تزال الولايات المتحدة تؤثر استنزاف قوة جماعة الحوثي بالقصف عن بعد في مظهر على رغبتها في الضغط عليهم بالتوازي مع الضغط السياسي والاقتصادي على داعمتهم إيران لإجبارهما على تغيير مواقفهما والكف عن التصعيد وإثارة التوترات في المنطقة.

ووصفت لانا نسيبة مساعدة وزير خارجية الإمارات للشؤون السياسية في تصريح لوكالة رويترز تلك التقارير بأنها مزاعم “غريبة لا أساس لها”.

وكانت وول ستريت جورنال قد ذكرت، الاثنين، أن فصائل يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أميركي يستهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة.

وسبق لمحافظة الحديدة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر غربي اليمن وذات القيمة الإستراتيجية الكبيرة للحوثيين أن كانت قبل سنة 2018 هدفا لعملية عسكرية شارك فيها التحالف الذي قادته السعودية وكانت على وشك الخروج من سيطرة الحوثيين لولا مساعي دولية وأممية أوقفت العملية بحجة أنها عالية التكلفة على صعيد الخسائر البشرية، حيث تمت الاستعاضة عن الحل العسكري باتفاق سياسي عرف باتفاق ستوكهولم.

وأوردت وكالة بلومبرغ الأربعاء من جهتها أن قوات يمنية معارضة للحوثيين تجري محادثات مع الولايات المتحدة وحلفاء في منطقة الخليج بشأن هجوم بري محتمل.

وشاركت الإمارات في تحالف قادته السعودية شن حملة عسكرية في اليمن أوائل 2015 لمساندة الحكومة المدعومة من الخليج في مواجهة الحوثيين الذين استولوا على العاصمة صنعاء في 2014.

وأنهت الإمارات الكثير من العمليات باليمن في 2019 وتوقفت المواجهات الكبرى في الحرب الأهلية في 2022 بعد هدنة ومحادثات سلام، وهو ما جعل الحوثيين لا يزالون يسيطرون على معظم غرب البلاد، حيث يتركز غالبية السكان.

وبدأ الحوثيون المتحالفون مع إيران مهاجمة حركة الشحن بالبحر الأحمر في نوفمبر 2023 فيما وصفوه بأنه تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

ويقول متابعون للشأن اليمني إن الإصرار الأميركي على مواصلة استخدام القوّة العسكرية الساحقة والمميتة ضد الحوثيين وضع الجماعة الموالية لإيران في مأزق كون الحملة التي بدأها الجيش الأميركي ضدّهم تبدو بلا مخرج واضح في ظل ما يبدو إلى حدّ الآن من تعطل للآلة الدبلوماسية وقلة تأثير تهديدات الجماعة وردودها، سواء باستهداف قطع بحرية أميركية أو قصف مناطق في الداخل الإسرائيلي، في مسار المعركة ودفع إدارة دونالد ترامب لوقفها.

وفي خضم القصف كتب ترامب في وقت سابق عبر منصته تروث سوشال أن “أضرارا هائلة أُلحقت بالحوثيين”، مضيفا “راقبوا كيف ستتفاقم الأمور تدريجيا..هذه ليست معركة متكافئة ولن تكون كذلك أبدا. وسيتم القضاء عليهم تماما.”

ولا يبدو حديث الرئيس الأميركي عن عدم تكافؤ القوى مجافيا للصواب إذ لا مجال للمقارنة بين قوة الطرفين رغم ما يدور من حديث بشأن تطوير الحوثيين لقدرات عسكرية كبيرة تجلت خصوصا في توسّع مدى صواريخهم وثراء ترسانتهم بأنواع متعدّدة من الطائرات المسيّرة.

وشرعت جماعة الحوثي في استخدام تلك القدرات في محاولة تبدو يائسة لممارسة ضغوط على الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، حيث أعلنت الجماعة عن قصفها مواقع في الداخل الإسرائيلي وقطعا بحرية أميركية دون أن ترد أنباء عن خسائر جراء ذلك القصف.