عرب وعالم

الأربعاء - 09 أبريل 2025 - الساعة 06:24 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، عن مخطط إسرائيلي مثير للجدل يقضي بتحويل منطقة رفح جنوب قطاع غزة، التي تشكل خُمس مساحة القطاع، إلى جزء من منطقة عازلة محتملة.

ويأتي هذا الإعلان في ظل توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته البرية في جنوب القطاع، وتحديداً في منطقتي رفح ومحور "موراغ"، وسط تنديد فلسطيني ودولي لهذه الخطوات.

وأوضحت "هآرتس" في تقرير لها أن المنطقة المستهدفة، التي تبلغ مساحتها 75 كيلومترًا مربعا وتقع بين محوري فيلادلفيا الحدودي مع مصر و"موراغ" داخل القطاع، تشمل مدينة رفح والأحياء المحيطة بها.

ووفقاً للصحيفة، فإن الخطة الإسرائيلية تقضي بمنع السكان الفلسطينيين من العودة إلى هذه المنطقة، ويجري النظر بجدية في هدم كافة المباني القائمة فيها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن هناك توجهاً قوياً لهدم شامل لكل المباني في مدينة رفح، مشيرة إلى أن "الجيش الإسرائيلي شرع بالفعل في توسيع محور موراغ ويقوم بتدمير المباني على طول امتداده".

وأشارت "هآرتس" إلى أن هذه المنطقة، التي كانت موطناً لنحو 200 ألف فلسطيني قبل الحرب الأخيرة، أصبحت في الأسابيع الأخيرة شبه مهجورة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة التي أحدثت "الفوضى" فيها وأجبرت معظم سكانها على النزوح.

ولفتت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر واضحة للسكان المدنيين الذين ما زالوا يقيمون في رفح بالإخلاء الفوري والانتقال إلى ما يسمى بـ"المنطقة الإنسانية" في منطقتي خان يونس والمواصي.

وفي سياق متصل، أكدت صحيفة "يسرائيل هيوم" أيضاً توسيع الجيش الإسرائيلي لعملياته البرية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الفرقة 36 تعمل حالياً في مدينة رفح ومحور "موراغ"، وهما مناطق لم تشهد عمليات برية واسعة للجيش الإسرائيلي في السابق.

وتأتي هذه التطورات الميدانية في ظل استمرار التصعيد العسكري في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل لعملياتها في 18 مارس الماضي بعد فترة من الهدوء الهش.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن قواته تواصل عملياتها البرية في منطقتي رفح جنوب القطاع وحي الشجاعية شرقه، مؤكدا تدمير بنى تحتية تابعة لحماس.

وأوضح البيان أن سلاح الجو نفذ أكثر من 45 غارة خلال الساعات الماضية، استهدفت، بحسب البيان الإسرائيلي، مواقع لإنتاج الأسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ومبان عسكرية ومستودعات للأسلحة.

على الصعيد السياسي، قال القيادي في حركة حماس حسام بدران في تصريحات صحافية إن "الأفكار التي يتم طرحها الآن حول وقف إطلاق النار في غزة غير مكتملة"، مشيرا إلى أن الاتصالات مع الوسطاء لا تزال جارية، لكن دون تقديم مقترحات جديدة.

وأضاف بدران أن الحركة "تصر على وقف الحرب ووقف إراقة الدماء"، مؤكداً تمسك حماس بوقف شامل للعمليات العسكرية كشرط أساسي للتهدئة.

وفي المقابل، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن مضي إسرائيل في إنشاء محور "موراغ" يمثل "انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي"، اللذين يؤكدان أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.

وأضاف بيان الرئاسة، الذي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن المخططات الإسرائيلية "تدينها كافة الأطراف وتكشف عن النوايا الحقيقية للإطالة في عدوان الاحتلال".

ودعا البيان الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وإدخال المساعدات لوقف المجاعة والانسحاب الكامل من قطاع غزة، لتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها وإعادة إعمار القطاع.

أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، زيارة إلى محور "موراغ" جنوب قطاع غزة الثلاثاء، وهي منطقة تشهد تطورات ميدانية عسكرية متسارعة.

وأوضح الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجنرال زامير تفقد القوات العاملة في الميدان وصادق على الخطط العملياتية لمواصلة القتال.

وخلال الزيارة، أكد زامير على "أن قوات الفرقة 36 عادت إلى القتال في قطاع غزة، حيث تعمل قوات الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى في محور موراغ، في عملية فاجأت العدو وأسفرت عن تصفية عشرات الإرهابيين والعثور على وسائل قتالية عديدة"، مضيفاً أنهم يمارسون "ضغطاً عسكرياً ملموساً" ويتوقع منهم "تحقيق الانتصار في كل مكان يقاتلون فيه".

كما ربط زامير العمليات العسكرية بعيد الفصح اليهودي، قائلاً إن "هدف عمليتنا هنا واضح وذو قيمة أخلاقية من خلال إعادة كافة المخطوفين إلى ديارهم وتحقيق النصر وضرب حماس".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن في بيان مصور الأسبوع الماضي عن "سيطرة" إسرائيل على أراض في غزة، مشيراً إلى محور "موراغ" بأنه محور "فيلادلفيا الثاني" جنوبي القطاع.

ويقع محور "موراغ" في منطقة فاصلة بين شمال رفح وجنوب خان يونس، ضمن موقع المستوطنة الإسرائيلية السابقة التي أُخليت عقب الانسحاب من غزة عام 2005، بينما يمتد محور "فيلادلفيا" على طول الحدود مع مصر.

وتكشف هذه التطورات عن توجه إسرائيلي نحو تغيير ديموغرافي وجغرافي محتمل في منطقة رفح، من خلال تحويلها إلى منطقة عازلة ومنع عودة سكانها وهدم مبانيها.

وتثير هذه الخطط مخاوف جدية بشأن مستقبل قطاع غزة ومصير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا بالفعل. كما أن توسيع العمليات العسكرية في رفح، التي كانت تعتبر ملاذاً نسبياً للنازحين، يزيد من حدة الأزمة الإنسانية في القطاع.

من المرجح أن تزيد هذه الخطوات من حالة التوتر والاحتقان في المنطقة، وتقوض جهود الوساطة الرامية إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. كما أن إصرار إسرائيل على المضي قدماً في هذه الخطط، رغم التنديد الفلسطيني والدولي، يشير إلى رغبة في فرض حقائق جديدة على الأرض قد تعقد أي حلول مستقبلية للصراع.