أخبار وتقارير

السبت - 01 أبريل 2023 - الساعة 02:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


الزبيدي : الجنوب قادم على إستحقاقات مهمة خلال المرحلة القادمة.

ندرك ذلك جيداً ولكن ما يجب ان نعرفه موقف الإنتقالي من هذه الإستحقاقات ، كيف قيم آثارها وكيف أستعد للتعاطي معها ، بما يعزز مشروعه ويحقق مطالبه ويجنبه إنعكاسات الترتيبات التي تُعد لليمن.

الجنوب واقع تحت كماشة الضغط السياسي الإقليمي ، والمواجهات العسكرية مع الحوثي ،المسكوت عنها إقليمياً ومن قبل أطراف الرئاسي ، حد المباركة بالصمت ووقف الدعم ، بإنتظار تشتيت قوة الإنتقالي والتطويح بها خارج محاصصات التسوية.

حتى الآن الموقف الإنتقالي مازال يدور في مساحة الغموض ، ولن نقول التيه ، في تلمس الخطوة التالية تساوقاً مع محددات القضية الجنوبية التي رسمت إطارها تفاهمات بكين ، أو التصدي لطبخة حل سيخرج منها الجنوب خاسراً ، وفي أحسن الأحوال بمكاسب غير جديرة بالتضحيات وليست محل إعتزاز.

من غير الإستعداد بتوجهات واضحة لقادم التطورات ، فإن الجنوب مقبل على إنعطافة حادة نحو المجهول ، والعودة بنضاله إلى نقطة الصفر قوة ، أي حراك غير معزز بالقوة العسكرية الضاربة ، إذا ماتم إنجاز تكسير هذه القوة في ساحة المواجهة متعددة الأطراف موحدة النوايا كما يحدث الآن ، ولا معنى لمطالب بلا أرض ممسوكة وهذا مايعمل عليه الجميع من تحويل الإنتقالي إلى خطاب غير مدجج بالحضور العسكري ، وبالتالي عرضة للإقصاء أو تقليص التمثيل في مفاوضات الحل النهائي.

الهيكلة خطوة جيدة والإعتراف بأن الإنتقالي ليس حزباً بل إطاراً جامعاً ، وتوسيع نطاق الشراكة مع الكيانات الجنوبية الأُخرى هو أيضاً جيداً ، ولكن نقطة عدم الوضوح في مجمل نشاط الإنتقالي الراهن بعد عودة رئيس مجلسه إلى عدن ، إلى أين سيمضي نهج إعادة صياغة الوثائق هل نحو تجذير المطالب والتمسك بجنوب ماقبل تسعين دولة مستقلة كاملة السيادة ، أم خلق مواءمات وصياغات مرنة ، لا تتحدى الإقليم ولا تقف في وجه عاصفة الحل القادم ، حل المرجعيات الثلاث والدولة والواحدة ، المجمع عليه من قبل مجلس التعاون باعضائه الستة ، غير منقوص منهم الإمارات .

إنتصارات أو خذلان الميدان ، توسيع رقعة السيطرة على الأرض أو خسارة مثلث الثروات جنوباً ، هو من سيعيد تحديد حجم الإنتقالي في الشارع الجنوبي وعلى طاولة التسوية على حد سواء، ومع ذلك تبقى الحقيقة أن الإنتقالي يتحرك الآن بحلفاء إقليميين ، أقل حماسة وتجاوباً مع قضيته مما كانوا عليه قبل توافقات بكين.

---------------

نهجان دفع ثمنهما الشمال والجنوب وإن بنسب متفاوتة:

نهج البيض المتسم بالصدق ، الذي إندفع نحو وحدة محفوفة بالمخاطر والمثالب والنوايا المضمرة.

ونهج الطرف الآخر الذي لايرى في الوحدة سوى إبتلاع الجغرافيا والثروات ، إقصاء الآخر وتوسيع أملاك وسلطة العائلة وحلفاء الحرب.

إذا كان الجنوب يستحق ما هو اكثر من الإعتذار عن وحدة بدأت بحلم عظيم وأنتهت بالضم ، فإن البيض المغدور بحلمه يستحق هو الآخر الإعتذار ، مع الأسف من قوى الشمال - مع التحفظ وبلا تعميم - ، الذي ضحى بدولة من أجل المساواة والعدالة الإجتماعية والمواطنة الواحدة لكل الناس ، فحولهم النظام المنقلب على الشراكة والوحدة، إلى رأس جسر عبور ، أصبع بندقية ومقبض خنجر.

الإعتذار هو إعادة الإصطفافات ، ترتيب الأوراق وإستعادة زمام المبادرة.