منوعات

الإثنين - 14 أبريل 2025 - الساعة 12:59 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


توصل باحثون من جامعة كولورادو بولدر إلى اكتشاف آلية عمل جديدة لأدوية تجريبية تستهدف إنزيم “سي دي كيو 7”، المنظم الرئيسي الغامض لدورة الخلية.

وتقدم الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أدفنس” رؤى غير مسبوقة حول كيفية تمكن هذه الأدوية من إيقاف مسارات تكاثر الخلايا السرطانية خلال دقائق معدودة فقط.

ويعمل إنزيم “سي دي كيو 7” بمثابة “حارس بوابة” للتكاثر الخلوي من خلال آلية مزدوجة، فهو أولا ينشط إنزيمات أخرى مثل” سي دي كيو 1 و2 و4 و6″ التي تحفز انقسام الخلايا، وثانيا ينظم التعبير الجيني عبر التحكم في عوامل النسخ.

وما أذهل الباحثين هو السرعة القياسية التي تعمل بها الأدوية المثبطة لهذا الإنزيم، حيث تمكنت من تعطيل مجموعة أساسية من عوامل النسخ المسؤولة عن تكاثر الخلايا خلال 30 دقيقة فقط.

وهذا التأثير السريع والشامل لوحظ عبر 79 سلسلة خلوية تمثل 27 نوعا مختلفا من الأنسجة، ما يشير إلى آلية عالمية لتنظيم التكاثر الخلوي.

وفي قلب هذا الاكتشاف المهم برز دور غير متوقع لبروتين “أر بي 1” المعروف بقمعه للأورام. وعند تثبيط “سي دي كيو 7” يعمل هذا البروتين كبطانية تخمد “نيران” عوامل النسخ المسببة للتكاثر السرطاني.

وهذا الكشف يفتح آفاقا جديدة لاستهداف بروتين “أر بي 1” التي فشلت المحاولات السابقة في التأثير عليه دوائيا.

وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة تواجه الأدوية الحالية المثبطة لـ”سي دي كيو 7” تحديات كبيرة، حيث تسبب آثارا جانبية شديدة وتفشل في القضاء الكامل على الأورام في التجارب السريرية.

لكن الفريق البحثي يرى أملا في تطوير جيل جديد من العلاجات الأكثر دقة، التي تستطيع تعطيل الوظائف المرضية للإنزيم مع الحفاظ على وظائفه الطبيعية في الخلايا السليمة.

ويشرح البروفيسور ديلان تاتجز، قائد الفريق البحثي، أنه في المستقبل سيمكن الانتقال من النهج القديم القائم على “تعطيل شامل” لجميع وظائف الإنزيم إلى نهج أكثر دقة يستهدف فقط المسارات المرضية المسؤولة عن التكاثر السرطاني.

وهذا التوجه الدقيق يشبه الانتقال من استخدام المطرقة الثقيلة إلى مشرط الجراح الدقيق، حيث سيسمح بضرب الخلايا السرطانية بقوة أكبر مع الحفاظ على الخلايا السليمة.

وقال “بدلا من استخدام المطرقة الثقيلة لتعطيل جميع وظائف ‘سي دي كيو 7’ يمكننا الآن التوجه نحو استهداف فرع محدد من نشاطه الأكثر أهمية للتكاثر الورمي.”

وهذا التوجه الدقيق قد يمهد الطريق أمام علاجات أكثر فاعلية وأقل سمية، خاصة للسرطانات العدوانية مثل سرطان الثدي الثلاثي السلبي الذي يصعب علاجه بالأساليب التقليدية.

وتمثل هذه الدراسة نقلة نوعية في فهم البيولوجيا الأساسية للتكاثر الخلوي، بينما تضع في الوقت نفسه أسسا لعصر جديد من علاجات السرطان الذكية.

ومع ذلك يحذر الباحثون من أن الطريق لا يزال طويلا أمام ترجمة هذه الاكتشافات إلى علاجات متاحة للمرضى، حيث يتطلب الأمر مزيدا من الدراسات والتجارب السريرية الدقيقة.

من جهة أخرى ابتكر فريق من الباحثين في مركز رايس للتكنولوجيا الحيوية بجامعة رايس “مصنع سايتوكينات” قابلا للزرع داخل الجسم، ويهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة أنواع سرطانية يصعب علاجها.

وأوضح الموقع المتخصص في علوم الصحة “ميديكل إكسبراس” أن الجهاز يوضع بالقرب من البيئة الدقيقة للورم، ويحتوي على خلايا معدّلة وراثيا تفرز بروتين إنترلوكين – 12 (إي أل – 12) موضعيا (وهو سايتوكين أو إشارة كيميائية تنتجها بعض الخلايا المناعية)، ما يُحدث استجابة مناعية قوية تستهدف الخلايا السرطانية.

وأظهرت التجارب أن هذا “المصنع المصغر” يحفّز تجنيد خلايا تائية متخصصة تعرف باسم “تي بكس” التي تكوّن استجابة مناعية واسعة ومستدامة ضد الأورام.

وبيّنت النتائج أن هذا الابتكار يحقق فاعلية ملحوظة سواء استُخدم بمفرده أو عند دمجه مع مثبطات نقاط التفتيش المناعية، حيث نجح في القضاء على الأورام الموضعية والمنتشرة في النماذج ما قبل السريرية لأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك أورام الميلانوما النقيلية وسرطانات القولون والمستقيم والبنكرياس.

وإلى جانب فاعاليته أثبت مصنع “إي أل 12 ” سلامته في تجارب على الفئران والرئيسيات غير البشرية، ما يعزّز فرص اعتماده في التجارب السريرية.

ومن المتوقع أن يشكّل هذا البحث الأساس لتقديم طلب اعتماد دواء جديد لدى إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أوائل عام 2026. وقال الدكتور أوميد فيسيه، أستاذ الهندسة الحيوية ومدير هيئة التدريس في مركز رايس للتكنولوجيا الحيوية والمعد الرئيسي للدراسة، “صممنا مصنع ‘إي أل – 12’ لتعزيز العلاجات المناعية مع تقليل السمية، وهي حاجة ملحة في مواجهة أنواع السرطان العدوانية.

وعلى عكس السايتوكينات الأخرى يجنّد ‘إي أل – 12’ مجموعة متنوعة وأكثر ثباتا من الخلايا التائية، ما يجعل الاستجابة المناعية أكثر فاعلية واستدامة.”

ومن جانبه علّق الدكتور ناثان ريتيكر-فلين، الأستاذ المساعد في طب الأنف والأذن والحنجرة بجامعة ستانفورد، قائلا “تسخير الجهاز المناعي لمحاربة الأورام الصلبة أمر واعد لكنه معقد، وغالبا ما يواجه تحديات تتعلق بالأمان. وهذا البحث لا يظهر فقط نتائج علاجية قوية، بل يبرز أيضا مستوى أمان مرتفعا، وهو أمر بالغ الأهمية في طريقنا نحو التجارب السريرية.”

ويشير السرطان إلى أي مرض ضمن عدد كبير من الأمراض التي تتميز بتطور خلايا شاذة تنقسم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها ولديها القدرة على التسلل وتدمير أنسجة الجسم الطبيعية. وتكون للسرطان في الكثير من الأحيان القدرة على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.

والسرطان هو السبب الرئيس الثاني للوفاة في العالم. لكن معدلات البقاء على قيد الحياة تتحسن لأنواع كثيرة من السرطان بفضل التحسينات التي تشهدها طرق الكشف عنه وعلاجه والوقاية منه.

وتختلف العلامات والأعراض الناتجة عن السرطان تبعًا للجزء المصاب من الجسم. وتتضمن بعض العلامات والأعراض العامة المرتبطة بالسرطان، ولكنها ليست خاصة به، ما يلي:

الإرهاق
وجود كتلة أو منطقة سميكة يمكن الشعور بها تحت الجلد
تغيّرات في الوزن، ويشمل ذلك زيادة أو فقدان غير مقصود للوزن

تغيّرات في الجلد، مثل اصفراره أو اسمراره أو احمراره، أو الإصابة بتقرحات لا تلتئم، أو ظهور تغيّرات في الشامات الموجودة
تغيّرات في عادات التبرّز والتبوّل
سعال مستمر أو صعوبة في التنفس
صعوبة في البلع
بحَّة الصوت
عسر الهضم المستمر أو الشعور بالانزعاج بعد الأكل
ألم مستمر مجهول السبب في المفاصل أو العضلات
حمى أو تعرّق ليلي على نحو مستمر وبلا سبب معروف
نزيف أو كدمات بلا سبب معروف

ويحدث السرطان بسبب حصول تغيّرات أو طفرات في الحمض النووي داخل الخلايا. حيث يتجمع الحمض النووي الموجود داخل الخلية في عدد كبير من الجينات الفردية، ويحتوي كل منها على مجموعة من التعليمات التي تخبر الخلية بالوظائف التي يجب أن تؤديها، بالإضافة إلى كيفية نموها وانقسامها.

ويمكن أن تؤدي الأخطاء في هذه التعليمات إلى توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعية، وقد تسمح للخلية بأن تصبح سرطانية.