أخبار وتقارير

الأربعاء - 20 نوفمبر 2024 - الساعة 09:12 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب | صدام اللحجي :


قبل أشهر، كنا نجتمع في مطعم شعبي بسيط بمدينة الحوطة لتناول وجبة الغذاء، وكانت رفقتنا حينها واحدة من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة واضحة في قيادة محافظة لحج. إنه العميد طيّار حسين أحمد محمد الجنيدي، مدير أمن لحج السابق وقائد اللواء الرابع دعم وإسناد الحالي.

ما زالت تلك الصورة التي التُقطت في ذلك اليوم عالقة في الأذهان، ليس فقط لكونها تجسد لحظة عادية، بل لأنها حملت في طياتها معاني عميقة عن تواضع القيادة الحقيقية. جلس العميد الجنيدي بيننا بكل بساطة، دون أي تكلف أو استعلاء، وكأنه واحد منا، يشاركنا الطعام والحديث بروح صافية وأخلاق رفيعة.

هذا المشهد لم يكن غريبًا على من يعرف العميد الجنيدي، فهو رجلٌ جمع بين القيادة العسكرية الحازمة والإنسانية المتواضعة. دماثة أخلاقه وتواضعه جعلا منه قدوة يُضرب بها المثل، وقياديًا استطاع أن يكسب قلوب الناس قبل احترامهم.

في وقت نحتاج فيه إلى قدوات حقيقية تعكس معاني القيادة الراشدة، نتمنى أن تحذو قياداتنا حذو هذا القائد المتواضع. فالتواضع ليس ضعفًا، بل هو قوة تعزز مكانة القائد في نفوس الناس، وتُبرز إنسانيته بعيدًا عن أجواء الرسمية المفرطة التي تفصل القادة عن واقع مجتمعاتهم.

إنها صورة تتحدث عن نفسها، صورة تخبرنا بأن القيادة الحقيقية ليست في المناصب ولا في الألقاب، بل في القرب من الناس والبساطة التي تعكس احترام الإنسان لأخيه الإنسان. العميد الجنيدي كان ولا يزال مثالًا يحتذى به، وكم نحتاج اليوم إلى قادة يتعلمون منه أن العظمة تكمن في التواضع.