أخبار وتقارير

الخميس - 04 يناير 2024 - الساعة 11:49 م بتوقيت اليمن ،،،

أ / حسن هبه الزبيدي


يعد التقويم القراني أحد التقاويم المعمول بها في اليمن منذ دولة حمير، قبل الإسلام ، وفي بقية الجزيرة العربية بلاد الشام والعراق، وأساس هذا التقويم هو اقتران القمر بالثريا، والذي يقصد به محاذاة القمر للثريا ،في رأي العين في السماء شرقا أو غربا أو فوق الرأس.

وتفارق السنة القرانية السنة الهجرية والميلادية في عدد الشهور ،فعدد الأشهر القرانية 13 شهرا وليس 12 شهر مثل السنة الهجرية أو الميلادية.

والشهر القراني عدد أيامه تتراوح ما بين 27 يوما و 28 يوما، فهناك 4 أشهر عدد أيامها من 28 يوما، و 9 أشهر من 27 يوما.

وعدد أيام السنة القرانية 354.9 يوما.

وتبدأ السنة القرانية من طلوع الثريا فجر في يوم 5 يونيو من كل عام.

وليلة بدء الشهر القراني لابد أن تكون ليلة فردية من ليال الشهر الهجري ويسمى الشهر القراني بها، فقران 29 يكون ليلة 29 من الشهري الهجري ، ومثله بقيت القرانات27,25,23,21,19,17,15,13,11,9,7,5,3,1.

فكل القرانات تبدأ بليلة فردية في الشهر الهجري ، وبما أن الليالي الفردية في الشهر الهجري 15 ليلة، فإن القرانات هي 15قران، ولكن في كل عام يختفي قرانان، وتظهر 13 قرانا.

والمعتمد في تحديد بداية الشهر الهجري هو مقارنة القمر للثريا من بعد غروب الشمس إلى طلوعها في الليلة الفردية من الشهر الهجري، فإن قارنت الثريا القمر في ليلة زوجية فالقران قران الشهر اللاحق، فإذا قارنت الشمس القمر ليلة 8 من الشهر الهجري ،فالقران قران 9 وليس قران 7.

والقرانات تتوزع على فصول السنة الأربعة، فقرانات فصل الشتاء الذي يبدأ من يوم 14 أكتوبر حتى 13 يناير ، هي قرانات 17 و 15 و 13 وقران 11 في بعض الأحيان.

وفصل الربيع له قران 9 وقران 7 وقران 5 وقران 3 في بعض الأحيان.

وفصل الصيف له قرانات ،قران 1 وقران29 أحيانا وقران 27 وقران 25.

وفصل الخريف له قران 23 وقران 21 وقران 19.

----------------

منزلة الشولة

تطلع فى اليمن فجر يوم31 ديسمبر،الموافق 18 كانون أول سرياني ،الموافق 18 ذو الال حميري، وقد مضى من فصل الشتاء 78 يوما في اليمن، وعدد أيامها (13) يوما، و تعد المنزلة الخامسة من منازل فصل الشتاء بحلول الشمس فيها، إذ تحل فيها 5 ديسمبر، وهي إحدى المنازل اليمانية .

ومنزلة الشولة هي مجموعة من النجوم تشبه ذيل العقرب، فيها نجمان متقاربان نيران، وسمي بالشولة من قول العرب (شالت الناقة بذيلها) إذا رفعته ، وكذلك سميت شولة تشبيهاً بشوكة العقرب، وهناك مقولة شهيرة يرددها أهل الجزيرة العربية عند رؤية منزلة الشولة: ( الشولة ترد البرد من أوله )، وهي دلالة على البرودة خلال هذه الفترة،

وتقول العرب فيها : ( إذا طلعت الشولة طال الليل طولة، وأعجلت الشيخ البولة، وأشتدت على العائل العولة، وقيل شتوة زولة ) أي بطلوع منزلة الشولة فجرا يكون الليل طويلا، ويزداد تبول الشيخ زيادة عن المعتاد نظرا لبرودة الجو، وتزداد الحاجة عند الفقير، حيث أن العولة هي الحاجة، والعائل هو المحتاج الفقير الذي يعيل أهله، وقولهم :(شتوة زولة) أي عجيبة منكرة لشدة البرد في ذلك الوقت.

ولقد جمع العرب القدماء جميع أعضاء برج العقرب ( الزباني والإكليل والقلب والشولة )، ونسبوها لبرج العقرب فقال ساجع العرب فيها :( إذا طلعت العقرب جمس المذنب، وقرب الأشيب، ومات الجندب، ولم يطر الأخطب)، و معنى (جمس) أي جمد الماء في مذانب الأودية، ومعنى (الأشيب) أي الثلج، ومعنى (الجندب ) أي الجراد الصغير، ومعنى (الأخطب) أي طائر الشرقرق قرب الحرم.

وتستمر فيها البرودة، والصقيع ويظهر الضباب صباحا، وتمتلأ السماء بالسحب ربما أياما متتالية ، وربما تحصل أمطار شتوية بإذن الله، ويبدأ فيها حرث الأرض المسمى الحرث الكانوني، وتبدأ فيها أسماك الديرك بالظهور بكثرة مع بقية الأسماك، خاصة في الجزر الشمالية الغربية في محافظتي الحديدة وحجة، و يبدأ فيها طلع ذكور النخيل بالظهور ، ويبدأ فيها نقصان الليل وزيادة النهار، وينتهي فيها صريب حبوب الذرة البيضاء، والسمسم والدخن، وجني الدجرى(الوبياء) المزروع في آخر فصل الخريف من الخبوت.

أما الأراضي الزراعية المزروعة بالمياه الجوفية : فالمانجو (التيمور) مستمر في الجني، وكذا تبدأ ثمرة الجندا (البطاطا الحلوة ) بالظهور في الأسواق، وكذا بقية الخضروات والفواكه، كالطماطم والحبحب والبقل والبسباس والكوسة والباميا والفاصوليا واللوبيا(الدجرى الخارجي) والبصل والكراث والجرجير والباذنجان وغيرهم، كما تبدأ فيها زراعة الحبحب والسمسم في موسمه الثاني ،والبطيخ.

ولايزال موسم بناء العصافير أعشاشها مستمرا منذ ما يقارب الشهرين. كما تهدأ فيها رياح الأزيب الجنوبية الغربية نسبيا.

ومن الناحية الفلكية :

الشمس في 16درجة من برج القوس، وفي منزلة البلدة.

فجرا : يتوسط السماء منزلة الصرفة، والغارب منزلة الهقعة، وأما نجم سهيل فيغرب قبل أذان الفجر بساعة وأكثر - مع غروب منزلة الدبران تقريبا - و يتوسط النجم الثالث ثم الرابع من نجوم مجموعة الدب الأكبر فوق النجم القطبي في الأفق الشمالي، وأما نجمي الفرقدان فيكادان أن يتوسطا فوق النجم القطبي، وكما يطلع نجم النسر الواقع من الشمال الشرقي .

أما عشاء : فطالع أول الليل منزلة الهنعة ، وطالع العشاء منزلة النثرة، والمتوسط منزلة الشرطين، والغارب منزلة سعد الذابح، وكذا نجم النسر الطائر، وتشاهد مجموعة ذات الكرسي وهي غرب النجم القطبي، وكما يتوسط السماء في الأفق الجنوبي في مجرى سهيل نجم ( أخر النهر)، وترى نجمة الشعرى اليمانية مرتفعة في الأفق الشرقي، وتحتها الى جهة الشمال - أسفل من منزلة الذراع - وكذا الشعرى الشامية، ويشرق نجم سهيل بعد صلاة العشاء مباشرة.

المعالم الزراعية :

المعلم الزراعي للمناطق الوسطى عشا سهيل.

وأما في تهامة : في وادي مور معلم البلدة، وفي باجل معلم المورق، وفي جنوب تهامة معلم الحصاد التمري، أي الزراعة التي تحصد أيام جني محصول النخيل.

إعداد الأستاذ/ حسن هبه الزبيدي