كتبه أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر
ببالغ الأسی والحزن تلقينا نبأ وفاة لاعب كرة القدم الكابتن أحمد صالح علي علاية صخرة خط الدفاع في منتخب لحج ونادي الشرارة الرياضي وأحد أفضل لاعبي كرة القدم في أندية محافظة لحج، اللاعب الفنان وأمهر مهندسي مشروعات الصرف الصحي في المحافظة.
لقد فُوجع ذوو الفقيد وأهله ومحبوه وأبناء الحوطة بوفاة ملك خط دفاع نادي الشرارة ومنتخب لحج في منتصف ثمانينات القرن الماضي.
خيرية أحمد علاية وموقفه الشهم:
لأحمد صالح علاية موقف شهم وخيري نرغب في تسجيله عرفانًا بما قام به، ومن باب ولا تنسوا الفضل بينكم، موقف لا يصدر إلا من أناس كبار، من أناس ذوي نفوس نظيفة تُحبُّ أن تعمل لله - عز وجل - مبتغيه الأجر من الله وحده.
وتبدأ القصة حين شرعنا في عمل مشروع صرف صحي لمسجد حمزة بن عبدالمطلب وبعد أن نصحنا كثيرٌ من الناس باستقدام المهندس أحمد صالح علاية وأشاروا علينا بعقد مقاولة معه لإنجاز المشروع كونه مهندسًا ماهرًا ومتقنًا وناصحًا في عمله غير إنّ المبلغ المعد لإنجاز الشروع لا يكفي لإنجازه لا سيما أجرة العمل، فتوجّهتُ إلی منزله في حارة الحاو فلم أجده وأخبرتُ أسرته بحاجتنا إليه لعمل صرف صحي للمسجد، فما كان منه إلا أن حضر قرب صلاة المغرب إلی حارة ابن خلدون وعاين موضع العمل وأخبرته أننا لا نملك غير مبلغٍ يسير فلم يتردد ولم يشترط بل فوافق كون المشروع مسجدًا، وفعًلا بدأ الكابتن المهندس فنان الملعب أحمد صالح علاية - رحمه الله - بتقديم خدماته بإخلاص وتفانٍ وكأنّه يعمل مشروع أجرته ملايين وأنجز العمل بمهاهرة فائقة، وكل ما قدّمه لله فسيكون في ميزان حسناته، نسأل الله أن يجزيه خيرًا.
ولم تقتصر -رحمه الله - مشاركته علی القيام بالعمل بمبلغ رمزي بل شفع لنا في شراء غطاء لصالح المسجد وأحضر آخر مجانًا..
وشهادة لله -عز وجل - فلا زال عمل أحمد علاية شاهدًا علی مهارته وإخلاصه -علی الرغم من أجرة العمل الرمزية -فلم يشكو المسجد من أي مشاكل للصرف الصحي منذ أن أنهی ابن علاية أحمد عمله في ٢٠١٦م حتی وفاته فجر الثلاثاء فرحمته الله تغشاه
كان الفقيد أحمد صالح علاية - عليه رحمة الله - ناصحًا حين تستشيره فيما يختص عمله ومتقنًا لما يقوم به، فرحمك الله يأحمد رحمةً واسعة وأجزل لك المثوبة وجعل ما قدّمته لبيتٍ من بيوته في ميزان حسناتك.
أحمد علاية في التشكيلة الأساسية في خط دفاع منتخب لحج:
كان الفقيد أحمد صالح علاية أحد أعمدة منتخب لحج وأحد الاعبين الذين شاركوا في المبارة التي أقيمت في ملعب معاوية سنة ١٩٨٧م مع أحد الفرق الروسية التي زارت البلاد.
كان الكابتن أحمد صالح علاية أحد المشاركين في تدريبات منتخب لحج الذي كان يُعسكر في الجراد ويجري تدريباته في ملعب معاوية علی جرعتين جرعة صباحًا وجرعة مساءْ، وكنتُ شغوفًا بمتابعة لعب ثلاثة من لاعبي منتخب لحج في خط الدفاع أحدهم الفقيد أحمد علاية وصلاح عوض وسند صالح عيسی لاعبي نادي الطليعة.
وقدّم منتخب لحج مبارة رائعة وعزف لاعبوه سيمفونية لعب رجولي ونظيف وندية بل أظهر لاعبوه مهارة عالية في مجارة الخصم وكان من بينهم فقيدنا أحمد صالح علاية وفقيد نادي الطليعة ولاعب خط الوسط منصور الروضي الذي كان يتلاعب بلاعبي الفريق الروسي.
كان الكابنن أحمد علاية من اللاعبين القلائل الذين حفروا تاريخهم بأحرف من ذهب علی جبين الرياضة اللحجية وفي ذاكرة المجتمع.
لقد فقدت لحج لاعب دفاع من الطراز الرفيع - فرحمته الله تغشاه-وأفضل مهندسي مشروعات الصرفي الصحي في المحافظة عرف عمله وإتقانه كل من اشترك معه في إنجاز كثير مشروعات.
فسلام الله علی ابن علاية أحمد وأسكنه فسيح جناته وجع مأواه جنات عدنٍ
وإننا لفراق رجالٍ مثل هؤلاء لمحزون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
والله من وراء القصد..