الخميس - 12 أكتوبر 2023 - الساعة 09:58 م بتوقيت اليمن ،،،
الشرق الأوسط
أعلنت الحكومة اليمنية بلوغها رسمياً قرار الحكومة السورية إعادة تسلم مقرّ سفارتها في دمشق بعد إخراج ممثل جماعة الحوثي الانقلابية ومغادرته بناءً على طلب السلطات السورية.
وأكد الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، في حديث للشرق الأوسط، أن الجانب السوري أبلغهم قرار تسليم مقرّ سفارة اليمن في دمشق للحكومة الشرعية اليمنية، لافتاً إلى أن نظيره السوري فيصل المقداد أبلغه بهذا الإجراء، وأنه تم الطلب من ممثل جماعة الحوثي الانقلابية تسليم مبنى السفارة ومغادرتها.
الوزير اليمني، قال إن الحكومة بصدد تعيين بعثة دبلوماسية لبدء مهامها في دمشق خلال الفترة المقبلة، لكنه اعتذر عن إعطاء مزيد من التفاصيل في شأن الموضوع.
ويعتقد مراقبون أن الخطوة القادمة قد تكون من طهران التي لا يزال ممثل جماعة الحوثي إبراهيم الديلمي يسيطر فيها على مقرّ السفارة اليمنية، وسط رفض الحكومة اليمنية الشرعية.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب أجواء المصالحة العربية التي قادتها المملكة العربية السعودية، بدءاً من قمة جدة التاريخية الأخيرة التي حضرها الرئيس السوري بشار الأسد، ودشّنت عودة سوريا للجامعة العربية بعد نحو 12 عاماً من الانقطاع.
كما أن عودة العلاقات السعودية - الإيرانية في مارس (آذار) الماضي كانت لها انعكاسات إيجابية على كثير من الملفات في المنطقة ومن أبرزها الأزمة اليمنية، وفقاً لمراقبين.
وأشار الدكتور بن مبارك، إلى أن هذه النتائج الإيجابية تعدّ "ثمرة للقاءات التي تمت مع الجانب السوري في كل من السعودية ومصر". مشدداً على أن اليمن "يدعم جهود المصالحة العربية كافة ولمّ الشمل وإنهاء الخلافات".
صفحة جديدة
من جانبه، رأى لطفي نعمان، وهو مستشار سياسي وإعلامي يمني، أن الخطوة السورية تنبئ عن بدء "صفحة جديدة في علاقات البلدين الرسمية بموجب التفاهمات الإقليمية".
وأضاف نعمان في حديثه للشرق الأوسط بقوله: "المنتظر قرار السلطات الإيرانية".
جماعة الحوثي التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014 عيّنت في حينها بعثة دبلوماسية في كل من طهران ودمشق، وهو ما رفضته الحكومة الشرعية اليمنية وطالبت البلدين باحترام المواثيق والأعراف الدبلوماسية الدولية.
وكان عبد الله صبري هو ممثل جماعة الحوثي الأخير في دمشق الذي عُيّن في 2020 خلفاً لسلفه نايف القانص الذي كان عيّن هو الآخر في مارس (آذار) 2016.
إلى ذلك، اعترف قيادي حوثي، بإبلاغ السلطات السورية ممثلي الجماعة بإخلاء السفارة اليمنية في دمشق، عادّاً ذلك فشلاً لهم في "الاختبار الوحيد" لتمثيل الجماعة في العلاقات الدولية.
وقال خالد العراسي، وهو مدير في وزارة المالية التابعة للميليشيا، في منشور على صفحته بـ"فيسبوك" إنه "قبل أربعة أيام أصدرت القيادة السورية قراراً بإغلاق سفارتنا في دمشق (...) قرار إغلاق السفارة ليس قراراً سهلاً أو عادياً، والموضوع يشكّل فاجعة؛ لأن معناه أننا فشلنا في إطار التمثيل الدبلوماسي".