أخبار وتقارير

السبت - 06 مايو 2023 - الساعة 12:14 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


١-[ دثينة الكبرى "أرض البدو" ]

ودثينة الكبرى هي منطقة ممتدة من الكار شمالا إلى ساحل بحر العرب جنوبا ومن الروضة شرقا إلى السهل مما يلي يرامس غربا حسب ما جاء في كتاب صفة جزيرة العرب للهمداني، وهي ما يعرف اليوم بأرض البدو.

المتتبع لسير أحداث التاريخ وانتهاء الممالك القديمة يجد أن دلتا أبين لم تكن معزولة أبدا عن دثينة وان من يتحكم ويحكم الدلتا هم قبائل دثينة دون سواهم وهم أهلها والمدافعون عنها وقد حكمتها وسكنتها قبائل الجحافل الدثينية البدوية إلى ما بين عدن ولحج

٢- [الشواهد الدالة في سيطرة البدو على مناطق دلتا أبين وحكمها أثناء حكم الدولة الرسولية]

أن الشواهد الدالة في سيطرة البدو على مناطق دلتاء أبين وهم من سكنها في زمن أيام الدولة الرسولية وهي التي حكمت اليمن والتي لقيت مقاومة من قبائل الجحافل العلهية التي مركزها دثينة والتي هزت اركان تلك الدولة وغارت على لحج واحرقتها مرتين والتي فيها كبار بني رسول وكانت قبائل الجحافل الدثينية في حروب سجال مع القوات الرسولية ولم توهن رغم غزوات الدولة الرسولية لهم في أبين بل وصلت القوات الرسولية الى دثينة واحرقت عدة حصون، ولكن ذلك لم يضعف من تلك القبائل والتي كانت تسيطر على مابين شبوة الى حدود لحج وارهقت تلك الدولة اشد ارهاق خلال فترة حكمها.

المصدر ( كتاب : طرفة الاصحاب في معرفة الانساب
المؤلف: السلطان الملك الاشرف عمر بن يوسف بن رسول)

٣-[البدو في أبين أثناء السلطنة الطاهرية ]

وعندما حكمت الدولة الطاهرية أكثر من أتعبهم جحافل دثينة (البدو) والذي كانوا منتشرين من دثينة إلى الدلتاء وكانت مقولة السلطان عامر بن عبد الوهاب:

* أخضعت العربان والبوادي إلا عرب واد أبين * أكبر دليلا على شكيمة وقوة تلك القبائل التي انتشرت من دثينة إلى دلتا أبين.

المصدر كتاب: (البارق اليماني في الفتح العثماني
المؤلف: قطب الدين بن محمد بن أحمد المكي)

٤- [علي بن سليمان البدوي]

وعندما أعدم السلطان الطاهري من قبل المماليك واحتلالهم لعدن عام 1538 أول رد جاء من أبناء البدو ومن البطل علي بن سليمان الطولقي البدوي (الطورقي وانما الكتب طولقي) والذي زحف الى عدن من ابين التي كانت تحت نفوذه ومقره كان في خنفر اتخذها عاصمة له بعد سقوط الطاهرين ولم يسمح للمماليك والاتراك بدخول ابين بل زحف الى عدن للانتقام منهم لمقتل االسلطان الطاهري.

وفي معركة عدن عام 1546 انتصر على الأتراك بعد أن استغل خروج قوات كبيرة من الترك إلى تعز وهجم على الحاميات التركية وسيطر على عدن ولم يوقف عند عدن بل تحرك إلى لحج بعد ذلك ووقعت معركة الرعارع وهي عاصمة لحج القديمة وكانت غير متكافئة والتي استخدم فيها الأتراك السلاح الناري والذي أدى إلى مقتل علي بن سليمان البدوي.

ولكن عدن ظلت تحت سيطرة ولده محمد بن علي بن سليمان البدوي لمدة سنتين والذي هزم الأتراك في هجومهم على عدن وقتل منهم بشر كثير ولكن بعد ذلك تم تجهيز حملة واسعة وتم القضاء عليه.

المصدر من (كتاب البارق اليماني في الفتح العثماني لمؤلفه: قطب الدين محمد بن أحمد المكي) وكذلك (ثائر عربي جنوبي عظيم من أبين لمحمد عباس ناجي الضالعي).

لكن أبين لم تسقط وظلت تحت أفراد تلك الأسرة وهي أسرة علي بن سليمان البدوي وكان من أمرائها عبد القادر بن محمد السليماني الذي سيطر على عدن ولحج وضمها إليه مستقلا تحرك الأتراك لمحاربة الأئمة في تعز ثم حكم بعده ولده الحسين بن عبد القادر.

وعند غزو الائمة للجنوب عام 1644 في عهد والده اعترف بنفوذهم وظل على املاكه وحكمه في عدن ابين ولحج وكانت علاقته جيده بهم نكاية بالاتراك.
 
قد يعجبك أيضا

الخنساء و "المرأة النخعية" بين الحقيقة والتزييف

لكن بعد ذلك اعتراها بعض الخلافات في عهد الحسين بن عبد القادر وبالتالي سحب منه حكم عدن ولحج وبقي له فقط على أملاك آبائه هناك وبقي على حكم أبين فقط.

المصادر
(الجرموزي، المطهر بن محمد: الجوهرة المضيئة)
(الجرموزي، المطهر بن محمد: تحفة الأسماع والأبصار)

٥- [ دولة سلاطين آل فضل حكام أبين بعد سلاطين أسرة علي بن سليمان البدوي]
لم يدم حكم الأئمة سوى أربعين سنة وكانت فقط حاميات في مراكز المدن وتتعرض بين الحين والحين لهجمات القبائل.

ثم بعد ذلك ضعفت دولة الأمير السليماني وبدت تتفكك وظهرت أسرة بدوية أخرى تسيطر على أكثر الدلتاء وهم سلاطين ال فضل والذي كانت دولتهم إلى وادي حسان قبل الغزو الامامي.

بعد نهاية دولة السليماني البدوي بسط رجال دثينة البدو (أسرة حيدرة بن فضل الجحفلي البدوي) دولتهم إلى اكثر مناطق الدلتا.

واستمرت سيطرة البدو اهل دثينة على دلتا ابين الى الوقت الراهن وهم مايعرفون اليوم بقبائل ال فضل والذي قال عنهم الرحالة الكابتن ويليستد (1833-1834) :
عرب الفضلي البدو وهم ذو بأس ومرؤة يسارعون الى النجدة ويرغبون دائما في القتال

وكذلك قال عنهم هذا الرحالة ايضا:
ال فضل هم اقوئ العرب واشدهم حول عدن شرقا بشمال منها

وقال كذلك :

السلطان احمد بن عبدالله المكسر كان بدوي في اسلوب حياته وشخصيته وتصرفاته وال فضل مشاكسين ولا يسكتون عن حقوقهم

هؤلاء هم البدو رجال دثينة والذي سكنوا بوادي ابين والذي قال عنهم السلطان عامر بن عبدالوهاب هؤلاء لا يخضعون لحاكم ولا سلطان ولايدفعون ضريبة لاحد ويستعين بهم والي الشحر عند حروبه

الجزء الثاني

١-[ البدو واصالة التاريخ المخفي ]

أغلب المناطق فيها مدونين يدونون تاريخ مناطقهم ويؤلفون مئات الكتب عن تلك المناطق التي ينتمون إليها وقد يغلب على تدوينهم العصبية للمنطقة أو القبيلة ودائما يتم إظهار الأشياء الإيجابية والتغاضي عن الأشياء السلبية.

٢- [منطقة دثينة بلاد بدو أبين]

هذه المنطقة لم تعرف التدوين قط ولم يظهر منها من يؤلف كتبا لتاريخها من أبنائها وإنما أخذت تأريخها من كتب أعدائها في كل المراحل والأزمنة وفي هذا ظلم وجور لها لأن المخفي من تأريخها أعظم وأكبر أن يذكره عدوا تقاتلت معه أو ناصبها العداء
ولكن مع هذا فإن ما أظهره الأعداء والغزاة كافيا لتظهر دثينة انها في العلالي بتأريخ حافل وبرجال سطروا ملاحم بطولية لم يستطع انكارها اشد اعدائها.

ويكفي من اخلاقها وفي ايام جاهلية العرب ماقالته قبيلة النخع وهي الجامع لاغلب قبائل دثينة لعكرمة بن ابي جهل قائد جيش المسلمين الذي وصل الى ابين في حرب الردة عندما سأل عن موقفهم من الاسلام فكان ردهم :

( كنا في الجاهلية اهل دين لا نتعاطى ماتتعاطى العرب من بعضها البعض فكيف بنا اذا صرنا الى دين عرفنا فضله ودخلنا حبه فسأل عنهم فأذا الامر ماقالوا )

{تاريخ الامم والملوك لابي جعفر بن محمد بن جرير الطبري المجلد الثاني الجزء الثالث صفحة 169}

٣-[ جمع من الجن يتغنون ببطولات ابناء دثينة ]

هذه دثينة أخلاق وبطولة ورجالها اليوم هم رجال السياسة والحرب

ومن عظمة دثينة أنه حتى الجن تتغنى بها وليس الأنس ببطولات رجالاتها وهذا لم يحصل إلا للدثينة فما اعظمش يادثينة

جاء في:
(تاريخ الأمم والملوك لأبي جعفر بن محمد بن جرير الطبري المجلد الثاني الجزء الرابع صفحة 143)

لما كانت وقعة القادسية سارت بها الجن فأتت بها ناسا من الأنس فسبقت أخبار الأنس إليهم قالوا فبدرت امرأة ليلا على جبل بصنعاء لآيدري من هي وهي تقول :

حييت عنا عكرم ابنة خالد
*وماخير زاد بالقيل المصرد*

وحيتك عني الشمس عند طلوعها
*وحياك عني كل تاج مفرد*

وحيتك عني عصبة نخعية
*حسان الوجوه آمنوا بمحمد*

اقاموا لكسرى يضربون جنوده
*بكل رقيق الشفرتين مهند*

اذا ثوب الداعي اناخوا بكلكل
*من الموت تسود الغياطل مجرد*

هذة دثينة وهذة بعض أخبارها ببعض كلمات عابرة ومقتطفات لدراسات وبحوث مستقبلية قادمة

العملة الدثنية الشهيرة لسلاطين الهياثم آنذاك
للنائب / صالح محمد الهيثمي
نائب عن أخيه السلطان علي بن محمد الهيثمي