الإثنين - 11 أبريل 2022 - الساعة 04:32 ص
نحن مع مجلس رئاسي حيادي ومهني ومستقل بقراره عن التبعية والارتهان ، لسنا مع مجلس رئاسي مفخخ من قبل شخوص غير متجانسة بل متناحرة ، بهكذا تركيبة نحن ذاهبون إلى مرحلة جديدة من الصراعات والأزمات والكوارث والمؤامرات والدسائس والحروب للأسف الشديد .
نحن ذاهبون إلى حرب جديدة مع مليشيات الحوثي بمفهوم عسكري سعودي جديد ، والاستراتيجية الجديدة هي نقل المعركة بين مليشيات الحوثي والسعودية من العمق السعودي إلى العمق الجنوبي لليمن ، من خلال الإعلان عن بداية مرحلة عسكرية جديدة من قبل المجلس القيادي الرئاسي العسكري اليمني الكارثي إنطلاقا من الأراضي الجنوبية هذه المرة ، وبالتالي أصبح الجنوبيين حطب نار الحرب القادمة .
أتوقع أن تصبح المناطق الجنوبية المحررة وتحديدا العاصمة عدن هدف عسكري ثاني بعد المملكة لمليشيات الحوثي ( طائرات مسيرة وصواريخ باليستية مدمرة ) ، وتحديدا بعد وصول مجلس الشؤوم الرئاسي ، وهكذا بغبائنا وسذاجتنا وتواطئنا نقلنا المعركة إلى عقر دارنا بإمتياز من أجل إرضاء الكفيل الخليجي ، ماذا جنى وسيجنى الجنوبيين من هكذا إستراتيجية إنتحارية مقبلة غير الدمار والفقر والجوع والمرض .
لماذا لا تعطي السعودية فرصة حقيقية وجادة لليمنيين أن يتحاورون ويتشاورون فيما بينهم بحرية مطلقة وبأي دولة محايدة للوصول لحل دائم يرضي جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة على الأرض ، يجب أن يكون هناك حوار حقيقي وجاد بعيدا عن الضغوطات والاملاءات التي سببت لها ولنا المعاناة والفشل والفساد والتخبط منذ بداية عاصفة الحزم وضياع الأمل .
ماذا لو غادر المجلس الرئاسي اليمني العاصمة عدن بعد وقت قصير من عودته لأي سبب كان ولم يعد ، هل سيعودون مرة أخرى الى الرياض للإقامة الدائمة وندخل في مرحلة شبيهة بمرحلة الرئيس هادي وإلى متى ، التدخل بالشؤون الداخلية للدول بهذه الصورة الفجة دون مراعاة خصوصياتنا نتيجتها السلبية والعكسية كبيرة وخطيرة على الكل دون استثناء .
لماذا تصر السعودية على وأد المجلس الإنتقالي الجنوبي في الجنوب بهذه الطريقة الشيطانية لصالح قوى الشمال المشردة ، لماذا تصر السعودية على إحراق قيادات الصف الأول والثاني والثالث في المجلس الإنتقالي أمام حاضنتهم الشعبية المحلية ، لماذا تنصاع قيادة المجلس الإنتقالي إلى رغبات وإملاءات السعودية بهذه الصورة .
إذا أردنا إنهاء الحرب في اليمن وخروج مشرف للتحالف العربي ، وضمان أمن واستقرار وسلامة أراضي المملكة العربية السعودية وباقي الدول الخليجية ، لا خيار أمامنا وأمامهم سوى الجلوس مع الفريقان المسيطران على أرض الواقع ، وهما مليشيات الحوثي بالشمال والجنوبيين بالجنوب ، لن أقول المجلس الإنتقالي الجنوبي هو الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية وشعبها ، فهناك مكونات وأحزاب جنوبية أخرى بالساحة يجب عدم تجاوزها أو القفز عليها إذا أردنا الأمن والاستقرار .
كما أن هناك مكونات بحضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى لديها طموحات وأطروحات قد تكون تختلف عن بقية المناطق الجنوبية المحررة الأخرى ، وبالتالي نحن بحاجة إلى إحتواء كل الجنوبيين من خلال حوار حقيقي جاد لا ضرر فيه ولا ضرار ، وأن تكون رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي دورية بين جميع المحافظات الجنوبية المحررة إذا أردنا جنوب يحتوي الكل دون استثناء .
لا خيار أمامنا كجنوبيين سوى فرض أمر واقع ومن يعارضنا اليوم سيقبل بنا غدا أسوة بمليشيات الحوثي حكام صنعاء وشمال اليمن ، لم يعد هناك ما نخسره أكثر مما خسرناه طيلة سنوات الحرب ، تحرير الشمال لن يكون من الجنوب ، وعودة الجنوب لن يكون من بوابة باب اليمن .