السبت - 26 أكتوبر 2024 - الساعة 04:51 م بتوقيت اليمن ،،،
تقرير | صدام اللحجي :
تعيش الأسر في محافظة لحج معاناة يومية متفاقمة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي ألقت بظلالها الثقيلة على المجتمع. في ظل الارتفاع المتزايد في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية، وانخفاض قيمة العملة المحلية، تجد الكثير من الأسر اللحجية نفسها عاجزة عن توفير المتطلبات الأساسية للحياة المعيشية. أمام هذا الواقع، لم تجد هذه الأسر مخرجًا سوى الاستدانة لتغطية احتياجاتها اليومية، ما أدى إلى وقوعها في فخ الديون المتزايدة والتي باتت تثقل كاهلها بشكل كبير.
*تصاعد أزمة الديون*
مع ارتفاع تكاليف المعيشة، أصبحت الاستدانة وسيلة رئيسية يلجأ إليها معظم الأسر في لحج لتغطية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والكهرباء والدواء. الأمر الذي أدى إلى تراكم الديون على العديد من الأسر، حيث لم تعد قادرة على سداد ما اقترضته بسبب تدهور مصادر دخلها.
تسعى الكثير من الأسر إلى الاستدانة من المحال التجارية أو الأصدقاء والأقارب لتلبية احتياجاتها اليومية. ولكن مع استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة، يجد هؤلاء الدائنون أنفسهم غير قادرين على تحصيل ما تم اقتراضه، مما يزيد من توتر العلاقات الاجتماعية، ويؤدي إلى ظهور نزاعات حول تسديد الديون.
*أثر الديون على الأسر*
تأثير الديون على الأسر اللحجية يتجاوز الجوانب المادية ليصل إلى التأثير النفسي والاجتماعي. فالتوتر والقلق الدائم حول كيفية سداد هذه الديون باتا يشكلان عبئًا نفسيًا كبيرًا على العائلات. العديد من الأسر أصبحت تواجه صعوبة في النوم والعيش بسلام، حيث يزداد الضغط مع كل يوم لا تستطيع فيه تسديد الديون المستحقة. وهذا ما رصدناه في تقريرنا.
من جهة أخرى، تؤدي هذه الضغوط إلى تأثير سلبي على الأطفال، الذين يعانون من تداعيات الظروف الاقتصادية الصعبة داخل أسرهم. الأسر التي تغرق في الديون تجد نفسها غير قادرة على تلبية احتياجات أطفالها من التعليم والرعاية الصحية، ما يؤثر على مستقبل الجيل القادم.
*غياب الدعم الحكومي*
في ظل تزايد معاناة الأسر اللحجية، يبرز غياب الدعم الحكومي أو الحلول الفعّالة لمعالجة هذه الأزمة. الفقر والبطالة وعدم استقرار مصادر الدخل دفع العديد من المواطنين إلى الاعتماد بشكل كلي على المساعدات الدولية، التي قد لا تكون كافية لتلبية جميع احتياجاتهم.
وفي ظل هذه الظروف، لم تقدم الحكومة المحلية أي برامج ملموسة للتخفيف من معاناة الأسر أو توفير شبكات حماية اجتماعية تضمن الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية. مما أدى إلى اعتماد الأسر بشكل كامل على الموارد المحدودة المتاحة أو الاستدانة.
*الحلول الممكنة*
إن إيجاد حلول لهذه الأزمة يتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا. ينبغي على الجهات الحكومية وسلطات لحج العمل على تعزيز برامج الدعم الاجتماعي للأسر الفقيرة والمتضررة، وتوفير فرص عمل للشباب والبالغين بما يساهم في تعزيز مصادر دخل الأسر وتقليل الاعتماد على الديون.
كما يمكن للمؤسسات الدولية والمحلية تكثيف جهودها في تقديم المساعدات المالية والإنسانية للأسر المتضررة، مع العمل على دعم المشاريع الصغيرة التي تتيح للأسر توليد دخل إضافي وتحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي.
*الختام*
أصبحت الديون جزءًا لا يتجزأ من حياة الأسر اللحجية، التي تحاول بكل ما أوتيت من إمكانيات توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة. ومع غياب حلول جذرية للأزمة الاقتصادية المتفاقمة، يظل شبح الديون يطارد هذه الأسر، مهددًا استقرارها الاجتماعي والنفسي. تحتاج لحج إلى تدخلات سريعة وشاملة لوقف تدهور الأوضاع المعيشية وتوفير شبكة أمان لهذه الأسر التي تعاني في صمت.