أخبار وتقارير

الثلاثاء - 01 أكتوبر 2024 - الساعة 06:48 م بتوقيت اليمن ،،،

كتبه زميله أ. د. عبدالله عبدالله


البرفيسور. عبدالكريم أسعد قحطان أستاذ الأدب والنقد الحديث- رحمه الله رحمةً واسعة من أقواله النفيسة: لأن أضحي بأربعمائة طالب، ولا أضحي بهيبة مدرس."

هو أحد أساتذة الأدب والنقد الحديث في جامعة عدن سابقًا، جامعة لحج حاليًا ومنسق الجامعات اليمنية في كوريا الجنوبية، توفي بفيروس كرونا -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- فُجِعتُ بخبر موته، وأنا أُقلِّب مواقع التواصل الاجتماعي وعَلِق بي حزنٌ كبير وألم علی فراق شخصية أكاديمية كثيرة العلم حسنةُ الأخلاق والشيم، لقد هزّني موته كما هزني موت الدكتور صالح باصرة - رحمهما الله عز وجل - رجال ذوو مواقف وقيم وأخلاقيات، وتجارب، وصَدَق القائل: ماتو الرجال ماتوا،
أحسستُ حين بلغني خبره وفاته بفقدان أخ عزيز ناصح صادق في زمالته.
أستاذنا البرفيسور عبدالكريم أسعد - رحمه الله - ( لم أكن من طلابه في غرفة الفصلۥ لكن كان لي الشرف أن أتتلمذ علی يديه في العمل الأكاديمي والبحثي لا سيما حين كان رئيسْا للقسم، وأفدتُ من أطروحاته العلمية وطموحاته في التوسع في المعرفة.
هو أول عميد لكلية تربية الضالع ورئيس قسم اللغة العربية الأسبق في كلية التربية صبر، كان متواضعًا محبًا الخير لزملائه، يدافع عنهم، ويُحب إظهارهم. والتعريف بهم، أقام حفلًا في القاعة الكبری؛ ليقدِّم زملاءه بعد إكمالنا دراسة الدكتوراه و كان يرغب في دعوتنا لتناول وجبة الجعرور (العصيد) في منزله.
إنّها أيام رائعة وجميلة قضيناها بصحبة أستاذ جليل، لطالما احتفل بطلابه، وتبنی قضاياهم وسارع إلی حل مشاكلهم. كان أستاذنا وزميلنا عبدالكريم أسعد - رحمه الله - ذو دعابة مرحة لا يأنف من أن يكتشف معيد أخطاء في بحوثه.
رحم الله أستاذنا وزميلنا العزيز البرفيسور. عبدالكريم أسعد أستاذ الأدب والنقد الحديث
رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته فقد تعلمتُ منه أن لا تأنف من الخطأ الذي يصدر مني مهما كبُر وكثُر وتقبّل التصويب بصدر رحب وابتسامة صادقة.
صورة من صور تواضعه:
كان من عادة زميلنا البرفيسور عبدالكريم أسعد قحطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أن يدفع إليَّ بنسخ من أبحاثه لنراجعها، فكنتُ مسرورًا بذلك ظانًا أنني الوحيد من يثق فيه وأني محظوظ بهذه الثقة من زملينا الكبير في أخلاقه وعلمه المتواضع في تعامله
فسألته مرةً: لماذا يا دكتور عبدالكريم تطلب منّا قراءة بحوثك، فقال رحمه الله: يا عبدالله الشخص حين يكتب ثم يراجع ما كتبه، فإنّه يراجع وفق ما حفظه ذهنه أو قل : يقرأ قراءة وفق ما اعتلق في ذهنه لا وفق واقع كتابته، فيمر علی أخطائه بقراءته الذهنية فلا يری خطأه.وبعدها علمت أنّه كان يدفع ببحوثه إلی زميلنا الدكتور علاية وآخرين،
فقلتُ: ما أعظمك يا دكتور عبدالكريم
والمواقف مع أستاذنا الذي غادرنا فجأة وآلم فراقُه قلوبنا كثيرة وجميلة، إن يسر الله ذكرناها ومنها قصة مقولة المصدّر بها المنشور.
رحمك الله يأستاذنا وأسكنك فسيح جناته.