أخبار وتقارير

الإثنين - 12 يونيو 2023 - الساعة 12:02 ص بتوقيت اليمن ،،،

ياسين الرضوان


قال لها دون معرفةٍ سابقة أو مقدّمات أو أسباب أو حتى دون أن يعرف لمَ يجب أن يقول لها ذلك..؟

سوى أنه تعوّد على البوح عن الظواهر الميتافيزيقية الخفيّة التي قد يُصطدم بها فجأةً..ودون أن يفهمها أحد!

ثم ما برح يكتب في كرّاسته عن ألوان قوس قزح الزاهية وهي مطوية بشكل معاطف وأحذية وإكسسوارات دومًا ما ترتديها!

هذا على سبيل المثال والذوق ليس إلا.. ثم بشكل صادم ومفاجئ قال لها: إنّكِ أنيقةٌ جداً.. إنّكِ تُشبهين عدن أيام "الاستعمار البريطاني".. إنك دُرّة لآلئ التّاج الملكي

وأنا أُشبه تلك المرأة العدنيّة المسنّة المسكينة، المنتصبة قُبالة رصيف "السوق الدولي" والناس ينتابُها الفضول وأعينهم تزوغ من خلف نوافذ السيارات..

المارّة يُحدّقون بها مستغربين منها وهي ترفع لوحة الملكة "إلزابيت" منذ سنين دون يأس!

ترى لِمَ تفعل ذلك دائماً؟!! ولم أكتب أنا ما أكتبه الآن..؟! أتمنّى عودة "إلزابيث" خاصتي لزيارة عدن مجدّداً

لافتتاح "مستشفى" و"حديقة" و"بهو فندق فخم" للمدينة ومنع تجوال الغربان بأصواتها الصاخبة..

وكلما رى تلك الجميلة يبتسم ويُطمئنُ نفسه قائلاً:
الحمد لله.. الحمد لله لا تزال عدن بخير لفرط أناقتها..! لقد نسيت ماذا بعد أيضًا.. إنّني مستغرقّ في حالة التِّيه، ومُشتّت التفكير دومًا.

كثيرون حولي ومزحوم جدا بهم ومع ذلك.. أقبع وحيدًا في "عزلةٍ قاتلة" أقسمت في آخر مرّة لحبيبتي ألّا أُلاطف أنثى بعدها أبدًا؛ لكنني فعلت ذلك الآن وحنثت بيميني!

الساعة الآن تشير للثالثة والنصف صباحاً.. سأذهب الآن لتناول السحور للبدء بالصوم من هذا اليوم

ترى هل يمكن أن يكفّر صوم ثلاثة أيام وسخ يمين "الخيانة" ولو بالكلمات؟!

"إني نذرت للرحمن صومًا فلن أكلّم عنها اليوم إنسيًّا"..هكذا قلت في نفسي، ركلتني المجنونة بقدميها الحادتين كشِفرة حلاقة

إنها أحلامٌ مختلطة ومشتّتة كما أخبرتكم سابقًا:
المجنونة تنهال علي بلكمات متسارعة: لِمَ تبتسم وأنت نائم وخداك متوردين

بماذا تحلم أيها الوغد..؟!
هااااا...حلمت بـ"أمنية" تُشبه مريم العذراء، مصلوبةً على بوابة معبدٍ عظيم أحسستني حينها الكاهن الأعظم "ألخماهو"

وتحوّلت في الوقت ذاته وبشكل متناقض وعجيب إلى"يوزرزيف"مردّدًا: "كلا إنه ربي أحسن مثواي"

قالت مستدرجةً إياي ثم ماذا؟! قلت ثم دقّت أجراس كنيسة "فرانسيس الأسيزي بالتواهي" وأفقت ضاحكًا ومستغربًا من أحلامي!

أظنني قلت لها الحقيقة الآن على عكس تأويل منامي، بالضبط كما في "الأفلام الأجنبية" ذي النهايات غير المتوقّعة!

أعرف إنه لو كان بإمكان حبيبتي التنصُّط على أحلامي وعلى هزّات حركات صفائح ضربات قلبي "التكتونية" لفعلت!

إنها تُشبه خبير الزلازل الهولندي "فرانك هوغربيتس" الذي لم يخبرنا هذه المرة بالهزات "الأرضوبحرية" التي ضربت سواحل خليج عدن..

؛ لكنّ معالي الوزير "لملس" يوم أمس السبت: حلّ بدلًا عنه وطمأننا بشدّة: "عدن لم تتضرّر بهزة الزلزال والسكان لم يشعروا بها، يبدو أن قلبي كان الوحيد المتأثر بها.. لتستمرّ مسيرة تنمية الجولات" وطوارئ الكهرباء..!

إنه منامٌ مشتّت ومختلط كما أخبرتكم، وجدتني معه على بوابات "ديوان المحافظة" أبحث معه لساعات مع جندي من "الضالع محافظتي" إمكانية الدخول لإتمام "معاملة روتينية" بسيطة

وبتباهٍ كبطريق يتزحلق وسط غزارة عرقٍ متصبّب.. لم أذكر الثلج لأنه عدو عدن الوحيد؟!

عارضًا على الجندي "سيرتي الذاتية" و"شهادة حسن سيرة وسلوك" و"خلو سجلّي الجنائي من أي تهمٍ جنائية.."

تخيلتني حينها، كما لو أنني أطلب وظيفةً في "مؤسسة أمريكية عريقة" "تطلب حتى بصمات "أصابع أرجلي العشر" كل واحدة منها في خانة" وأسماء أفراد أسرتي، خِلتهم سيوظفون الأسرة كلها..!

حتى زياراتي ومواعيد دخولي الحمام وخروجي منه، إنه النظام يا سادة النظام لا سواه، هو الفرق بين المدينة والغاب، وهو ما نفتقره، وصدقوني لو طلب حينها ذلك الجندي كل ذلك لفعلت، لأدخل من البوابة!

سأفعل ليطمئن أنني لست مجرمًا خطيراً، ولا قاتلاً متسلسلاً، حتى ندخل من بوابات الحضائر المتزايدة في المدينة مثل مقار ومؤسسات بوابات "المجلس الانتقالي"..

هل من الضروري مثلاً مثلًا أن نشعر بالإذلال قبل الدخول، أو الاعتراف بالعرق السادي المميّز والمتفوق علينا نحن البسطاء؟!

وأنا أؤكد للحارس بحرارة بالغة، عن صولاتي وجولاتي وأنني أشبه إلى حدٍّ بعيد الجندي "رامبو" الذي خدم في الجيش الأمريكي في الحرب الفيتنامية ولكنهم مساكين..

عسكر لا يتعلمون.. لا يقرؤون.. ولا يفهمون.. ولا يشاهدون تراجيديا السينما العدنية المنبعثة من تحت الركام

؛ لكنهم يردّدون "القانون كالسيف إن لم تقطعه قطعك" ضحكت وانصرفت لتفاهتي أنا أيضاً؛ لأنني موجود هنا أساسًا

هنا هذه تشير إلى أنه لا أحد يتفرغ للهذيان مثلي كما أفعل الآن.. الجميع منشغلون بالأفعال وحدها، على الواقع وبشكل عملي؛ ولكن أيضا بشكل خاطئ جدًا!

لذلك أقول:"الفعل الذي يسقط على الأرض دون أن إسقاط على ورق، هو بناء عشوائي سيُهدم في أي لحظة ممكنة"!

أتمنّى أن يصلوا وجهتهم دون أن يثقبوا "السفينة" التي تمخر عُباب البحر ونحن جميعاً على متنها

"السلام على أهل السلام في عدن الحبيبة.. وأما الحرب فنحن كفيلون بها"..

قُبلةٌ على جبين طفلي "سلام" النائم بقربي، أبتسم عندما أراه ساكنًا ووديعًا في نومته وواضعاً قدمه على الأخرى كأنه يجلس على "مصيف في سواحل البحر الأحمر"..

ثم أتذكر أنه كزوبعة عندما يستيقظ عنيد ومجنون وذكي؛ لا يقبل اللغة الآمرة، وعندما نريد شيئاً منه، نتودده بلطف تام فيفعل كلما نرغب به حرفياً،

أما بالصراخ فيتجاهلنا كما لو أنه لا يعرفك، ولا تقرب له، يعضّني ثم يأتي معتذرًا بلغته الطفولية اللذيذة: هلاص يا بابا.. حبيبي يا بابا

إنه يفعلها على طريقة "هيفاء وهبي" في أغنيتها السمجة "ليك الواوا.. بوس الواوا.. خلي الواوا يصح..لما بست الواوا شِلْته.. صار الواوا بح" دائما ما يستغفلني بهذه الطريقة "أت أبّه واوح (جيب ابوس الجرح)..ثم ما يلبث أن يعود لعضّي مجددا، إنه يحسب الحب "لعبة ألم" وبنلعبها..!

وأنا بدوري أردّ عليه كالفتيات المراهقات اللاتي لم يُجرّبن الحب إلا لمرة واحدة، ومن بعدها يُصبحن محترفاتٍ بعد أن يقعن ضحية حبّ غادر أو لا يخضع لمعيار "التناسب العقلي" نتيجة عدم خبرتهن وقلة وعيهن وتهوّرهن وتأثرهن الطويل بالموجات البنفسجية "والتيكتوكية" للمسلسلات التركية

فيبدأن بكتابة "بيانات الوجع" على وسائل التواصل باستجداء المظلومين والمقهورين: ماذا لو عاد معتذرا؟! ونفسهن تقول: لو عاد سأبوسه مرة أخرى وأطلب خازوقًا آخر؛ لأنه كما يقولون عندنا في أمقرية "العُسني" يحب خنّاقه!

الأحد، 3. يونيو/حزيران/ 2023
* مراسل سكاي نيوز عربية