أخبار وتقارير

رسمة قيل أنها لعلي بن الفضل

السبت - 06 مايو 2023 - الساعة 11:45 م بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


١-[ من هو علي بن الفضل؟ ]

هو شخصية أثارت الجدل في العصور المتأخرة واختلف الكثير في ما قيل فيه من اقاوييل رغم أننا اعتمدنا على كتب دينية ولكن المرحلة التي ألفت فيها تلك الكتب مرحلة أعداء علي بن الفضل سوى الأئمة الزيود أو سلاطين أهل السنة الشوافع فهو وإن أتبع المذهب الإسماعيلي (القرمطي) إلا أنه خلع ذلك المذهب وأعلن نفسه ملك اليمن عكس الدولة الصبيحية التي جاءت بعده بقرون وكانت على المذهب الإسماعيلي (القرامطة) ولم يقل فيها ما قيل في علي بن الفضل.

وسنوضح لكم في نهاية المنشور ما جعلنا نشكك في بعض القصص:

٢- [نسب علي بن الفضل]

هو أبو الفتح علي بن الفضل الخنفري الحميري نسبا ويقال عند البعض الجدني الحميري وقبيلة منفر من بني صيفي بن زرعة لم يكن لها وجود في جيشان والجند.

فالقبائل الساكنة في ذلك المخلاف أغلبها تعود إلى ذي رعين الحميري والجند تسكنه قبائل السكاسك من كندة والذي سكن بينهم معاذ بن جبل -رضي الله عنه-

أما قبيلة جدن من بني سدد بن زرعة وليس مساكنها مخلاف جيشان وقد يكون وقع الخطأ عند النقل من الخطوط القديمة وقد يكون الجدني المقصود به الجندي نسبه إلى الجند التي عاش فيها كما ينسب مثلا لمن عاش في البصرة البصري وهكذا لأن المخطوطات دائما يقع فيها تشابه الحروف عكس التدوين اليوم.

وكما هو معروف أن قلعة خنفر في أبين نسبة إلى القيل الحميري خنفر الذي نسبت إليه القبيلة وان هذه القبيلة كانت موجودة في أبين وأن تنقل منها الأشخاص من منطقة إلى أخرى من المناطق القريبة وبالذات جيشان والجند والتي كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمناطق الجنوبية حتى أنه يوم الإسلام كانت كلها مخلاف واحد ولها أمير واحد وهنا أقصد الجند وجيشان وعدن ولحج وأبين والسروين .


٣- [ ولادة علي بن الفضل ]

ولد علي بن الفضل في مدينة جيشان ولذلك يقال له عند البعض الجيشاني (منطقة العود شمال الضالع) وليس كما يظن الكثير أنها جيش الحالية.

فمخلاف جيشان قديما ما يشمل شمال الضالع وقعطبة والعود وما حولها وتقع مدينة الجند جوار ذلك المخلاف وتتبع مخلاف المعافر

وينسب المخلاف الجيشاني إلى:

جيشان بن غيدان بن حجر بن يريم ذي رعين الحميري

وتقع مدينة جيشان في عزلة الاعشور من العود شمال قعطبة وهي اليوم أطلال وخراب

ثم انتقل من منطقته إلى الجند وعاش فيها

٤- [بداية سيرته ولقائه بميمون القداح]

جاء بالمصادر:
كان ابن الفضل في أول عمره لا شهرة له غير أنه لبيب فصيح وأديب ذكي وشجاع (هناء نضع استفهاما كيف تكون له تلك الأوصاف ويقال لا شهرة له).

ويقال إنه اتبع مذهب الاثني عشرية عن طريق الاحتكاك بالتجار الفرس والعراقيين عند قدومهم للتجارة إلى عدن في شبابه.

حج إلى مكة وهو شاب ثم خرج مع ركب العراق لزيارة مشهد الحسين بن علي رضي الله عنهما فبكى عند الضريح بكاء شديدا وأظهر من الكآبة والتأسف عليه ما طمع ميمون القداح في اصطياده.

وكان ميمون القداح وولده عبيد الله وهو جد العبيديين أصحاب الدولة الفاطمية فيما بعد ملازمين الضريح -ليل نهار- لا يفارقانه ويقال في أصلهم إنهم من فارس ولكنهم ادعوا نسبهم إلى إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.

فلما رأى من ابن الفضل مارى مع ما فيه من النجابة والشهامة جمع بينه وبين منصور بن الحسن بن حوشب بن باذان ويدعي منصور اليمن ويدعي نسبه لذرية عقيل بن أبي طالب والبعض يرى أن فارسيا وباح لهم بما عنده من المذهب وأخبرهما أن ابنه هذا سيظهر وأنه سيكون أمام الزمان وأنه لا بد له من دعاة.

ثم أخذ عليهم العهود والمواثيق فأجاباه إلى ما يريد وقال لهما:
اعلما أن الإيمان يمان والحكمة يمانية وكل امر مبدؤه من قبل اليمن فهو ثابت لثبوت نجمه وقد رأيت أن تخرجا من اليمن وتدعوان أهله إلى ولدي عبيد الله فإنه سيكون لكما به شأن وسلطان.

ثم عاهد بينهم واوصى كلا بصاحبه

فساروا إلى اليمن في البحر ثم افترقا في غلافقة على ساحل تهامة.

فقصد منصور عدن لاعة وهي في حجة بالقرب من مسور وقصد ابن الفضل عدن أبين ثم اتجه إلى الجند سنة ٢٦٨ هجرية وكانت تحت حكم جعفر المناخي سلطان المذيخرة (العدين) فلم ينجح فيها ثم اتجه إلى أبين فلم يجد راحة فيها ومنها اتجه إلى شرق يافع فوجد أهل تلك الناحية يسودهم الجهل والفقر ويسكنون في مناطق وعرة ليس فيها أحد من العلماء.

وفي شرق يافع انقطع علي بن الفضل في إحدى الأودية يظهر(حسب مايقول الكتاب) العبادة والورع والزهد وكان أهل تلك النواحي يحضرون له الأطعمة والشراب وكان لاياخذ منه وإذا أخذ منه يكون بالقدر القليل مظهرا التقشف والصيام فأحبه أهل تلك النواحي لما شاهدوا منه من زهد وتعبد وورع وطلبوا منه الطلوع إلى قراهم ليسكن معهم فرفض إلا أن يطيعوه في مايقول فأجابوه بالموافقة.

فكانوا يطيعونه في كل شي وكانوا يجمعون زكأتهم اليه والتف حوله الكثير من شباب تلك النواحي فكان عنده من الفصاحة والبلاغة ماجعله يقنعهم بكل مايريده

فكان يقول لهم أن المال هو مال الله فلماذا يستحوذ عليه الأغنياء دون الفقراء ومما ساعد على اتباعه أنه جاء في زمن انتشرت فيه المجاعة وأصبح المال يكنزه جماعة من الأغنياء الذين لم يراعوا حق الفقراء الذين زادت فيهم حياة البؤس والجوع

فكان يأمرهم أن يستحوذا على أموال الأغنياء وكذلك المناطق التي لم تتبعه وان هذا من أكبر الجهاد

وجد الفقراء من ينقذهم من هؤلاء وأصبح ابن الفضل في نظرهم هو القائد الذي يدعوا للمساواة والعدالة والمنقذ لما يعانيه من جور وظلم

قد يعجبك أيضا

الخنساء و "المرأة النخعية" بين الحقيقة والتزييف

فبداء يلتف حوله الكثير من يافع وكذلك من أبين ونواحي المشرق

٥- [ أول معاركه مع الأمير محمد بن أبي العلاء الأصبحي ]

وعندما كثر اتباعه أعلن دعوته ونزل بمن معه لمقاتلة صاحب مخلاف أبين ولحج والسروين وحضرموت الأمير محمد بن أبي العلاء الاصبحي صاحب قلعةخنفر والذي يتبع في نفس الوقت الدولة الزيادية في تهامة

وجرت بين الفريقين معركة انتصر فيها ابن أبي العلاء الاصبحي وانهزم ابن الفضل وقتل الكثير من عسكره وعندما وصل إلى صهيب وهي بالقرب من ردفان منهزما قال لأصحابه:

علينا بالرجوع الان مباشرة ونباغتهم فإننا منتصرون عليهم فوافقوه فرجعوا ووصلوا إلى خنفر ولم يكن أحد يتوقع رجوعهم بعد انكسارهم

فعند رجعوهم باغتوا ابن الاصبحي وقد تفرقت عنه جنوده ورجعت إلى أماكنها ولم يبقى معه إلا قوات قليلة المكلفة بخنفر فقط فشنوا عليه هجوم مباغت أدى إلى مقتل الأمير محمد بن أبي العلاء الاصبحي واستولى علي بن الفضل على خنفر وماحولها من أملاك ابن أبي العلاء الاصبحي (لحج وأبين وعدن وغيرها)واستولى على خزائنه وكانت ممتلئة من الأموال العظيمة في منطقة تعاني العوز والفقر ففرق تلك الأموال على الناس وزادت محبتهم به وأتباعه وشاع ذكره

٦-[ بداية توسعه وغزواته ]

وعاد علي ابن الفضل بعدها إلى يافع فعظم شأنه وشاع ذكره في كل مناطق اليمن

ثم تحرك للنواحي المجاورة فقاتل الأمير أحمد بن منصور بن أبي المغلس الهمداني ثم المراني من ولد عمير ذو مران القيل الهمداني امير الدملوة وبلاد الصلو من الحجرية وانتصر عليه وقتله ثم حاصر الأمير محمد بن الكرندي صاحب المعافر كلها واستولى عليها

ثم قصد المذيخرة وبها يومئذ الأمير جعفر بن ابراهيم المناخي وهو الذي ينسب إليه مخلاف جعفر وكان من قبل يسمى مخلاف الكلاع والذي اليوم يقال له أيضا اللواء الاخضر لخضرته الدائمة فجمع له الأمير جعفر المناخي جموعه والتقوا بنقيل البردان في رمضان سنة٢٩١ هجرية فانهزم ابن الفضل وعاد إلى يافع ثم قصد المذيخرة مرة أخرى في صفر سنة ٢٩٢هجرية فهزم جعفر المناخي وهرب جعفر المناخي إلى تهامة فامده صاحب تهامة وهو اسحاق بن ابراهيم بن محمد بن زياد بجيش كثيف فالتقاء جعفر المناخي وعلي بن الفضل بوادي نخلة فقتل جعفر المناخي والكثير من عسكره اخر يوم من رجب من نفس السنة

وبعد هذه المعركة جعل علي بن الفضل المذيخرة عاصمة له ومستقر ملكه وقويت شكوته وهابته كل مناطق اليمن حتى صعدة

بعد أن استقر علي بن الفضل في المذيخرة وأصبح يحكم عدن وأبين ولحج والسروين وحضرموت وتعز واب

وأصبح ابن حوشب شريكة الآخر في الدعوة الفاطمية مستولي على حجة والمحويت وعمران قبل أن يخلع ابن الفضل طاعة الفاطميين ويحارب ابن حوشب نفسه ويحاصره في قلعة مسور

وأصبحت صنعاء وذمار وماحولها بين فيكي كماشة والتي يحكمها ابن يعفر الحوالي الحميري

وبقيت تهامة بيد ابن زياد وصعدة وماحولها بيد الأئمة الزيود

٧-[ جيوش علي بن الفضل ونكستهم في دثينة ]

ثم بعد ذالك جنوبا" بقيت المناطق الشرقية من حدود دثينة الكبرى الى شبوة وحضرموت خارج الصراع فرئ ابن الفضل ان يسقط هذة المناطق قبل ان يتحرك لصنعاء وقبل ان يتحرر من المذهب الإسماعيلي القرمطي لاحقا" فجمع جيشة وتوجه به من خنفر الى جبال العرقوب قاصدا" دثينة وشبوة وحضرموت.

وماكان من تلك القبائل الا التصدي والدفاع عن ارضها كما هي العادة فالتقئ الجيشين في منطقة ماتعرف اليوم ( أمعين ) بجانب جبل مرشد الذي تسمى اسم هذا الجبل بالقائد مرشد في جيش القبائل الدثنية لانه استشهد بجانبه

وجرت المعركة بجيش قوامه عشرين الف مقاتل من جهة ابن الفضل وسميت المعركة بأسم (معركة الحمراء) لشدة الدماء وكثرتها فتم استدراج جيش ابن الفضل وضربه لقسمين قسم ولى هاربا" وقسم قتل بجانب جبل مرشد الذي تحصن به مرشد وجيشه وقاتلوا فيه حتى انتصروا على جيش ابن الفضل وتمت ملاحقتهم الى اطراف خنفر وقتل مرشد وسمي الجبل ليومنا هذا بأسمه وهو جبل على مدخل قرية امصرة

جرت فصول هذة المعركة بينما كان علي ابن الفضل في بداية حركته وكان لازال على المنهج الإسماعيلي قبل ان يخلعه ويتحول من داعية الى ملك وهذا ما سنتعرف في الجزء القادم .

٨-[ علي بن الفضل وتشويهه في كتب المؤرخين]

في الجزء الثاني سنتعرف على كيفية سقوط صنعاء وذمار وماحولها وسقوط تهامة بيد قوات علي بن الفضل والذي كان ذو الطوق اليافعي من كبار قياداته وقاد الكثير من حروبه في صنعاء وذمار

لكن قبل ذلك يجب ان نتعرف على بعض تاريخه فشخصية علي بن الفضل اختلف الكثير عنها حيث أن البعض يراها أنها قرمطية شيعية آخربت اليمن وفعلت الافاعيل القبيحة ونشرت التشيع في تلك المناطق

والبعض يراه أنه بطل قومي قحطاني تحرري يحاول ارجاع ملك اليمن لأبنائه واستقلاله عن الهاشميون وغيرهم ولاينظر له من ناحية الجانب الديني لما مرت به تلك المناطق من فقر مدقق وان مانسب اليه من تلك الافاعيل القبيحة ماهي الا افتراء من خصومه سوى كانوا الزيود أو من الشوافع لما جرى لهم على يديه من تنكيل وهوان وانعدام المراجع من المناطق الجنوبية لتروي الواقع الصحيح لما حدث في زمانه دون تزييف أو تحرييف

فجاء علماء السنة ونقلوا في كتبهم ماوجدوه من الكتب السابقة ومايؤكد ذلك أن تعاملهم للدولة الصليحية والتي جاءت بعد ذلك بزمن وهي نفس المذهب الاسماعيلي الشيعي تعامل اخر من التبجيل ودراسة تاريخها والاحتفاء بملوكها وتبجيلها وجعلها في مناهجنا مثل السيدة بنت احمد الصليحي والذي يقال لها الملكة اروى بنت احمد ولانعلم من اين جاء اسم اروى لأن كل المراجع تذكر اسمها السيدة بنت احمد ولايوجد اي مرجع يسميها الملكة اروى.

فهنا يرى الكثير من أبناء المناطق الجنوبية أن دولة علي بن الفضل حوربت في تاريخها محاربة شعناء ولعنت في كتبنا وقيل فيها الإلحاد والكفر ولم يقال في دولة الصليحين وهي على نفس المذهب رغم أن علي بن الفضل خلع طاعة وبيعة ميمون القداح وولده واستقل بذاته واعلن نفسه ملك اليمن عكس الصليحون الذي ظلوا على ذلك المذهب ومن جاء بعدهم من الزريعيون كذلك بل ذهبوا بعلي بن الفضل بعد ذلك إلى الإلحاد والكفر

والجزء القادم سقوط صنعاء وتهامة وبعض ماقيل عن اجرام علي بن الفضل سوى كانت حقيقة أو تزييف متعمد وذلك من كتب السنة

السؤال / لماذا يتم وصف علي بن الفضل الحميري بالقرمطي ؟

بينما الدولة الصليحية الإسماعيلية القرمطية يتم تمجيدها ؟

هل السبب ان دولة ابن الفضل لم تستقر لكي يكتب عنه مثلما الصليحيون الذي كانوا على المذهب الإسماعيلي القرمطي ولكنهم اسسوا مداميك دولة ؟ ام ان السبب في تشويه ابن الفضل بسبب خلع عبائه القداح ومذهبة القرمطي جعله ضحيه لما نسب اليه ؟

الجزء الثاني

٩-[ معارك علي بن الفضل على مشارف صنعاء ]

بعد الاستيلاء على المذيخرة وجعلها دار مملكته اتجه شمالا فبداء بالزحف على منطقة يحصب شمال اب فدخل عاصمتها منكث وانتصر على سلاطينها ال الصوار السخطيين ثم انتقل إلى يريم فأخذها ووصل إلى ذمار وكان في مقدمة جيشه القائد ذو الطوق اليافعي الذي تقدم إلى ذمار وكان فيها ابن الروية المذحجي فهرب إلى رداع وجهز عشيرته لمناصرته فلحقه ذو الطوق إلى رداع ودارت بينهم معركة حامية الوطيس قتل فيها ابن الروية المذحجي وتم الاستيلاء على ذمار وماحولها

بعدها تحرك ذو الطوق اليافعي إلى صنعاء بجيش عظيم سنة ٣٩٣هجرية فهرب حاكمها ابو حسان اسعد بن يعفر الحوالي الحميري فدخلها ذو الطوق واستولى عليها

ووصل الرجل الاخر الموازي لعلي بن الفضل وهو منصور بن حسن بن جوشب إلى كوكبان القريبة من صنعاء من الجهة الأخرى

ثم تحرك ابن الفضل إلى تهامة بجيش قوامة ٣٠ الف وشاغلة بعض اليعفريين بمعارك جانبية متعددة فلم يتجاوزهم حتى أرسل إليه ابن حوشب جيش كبير لمساندته ثم عاد جيش ابن الفضل إلى صنعاء

بعد ذلك انتقل الجيش إلى حراز ثم ملحان حتى وصل إلى المهجم في تهامة وكانت ثاني أكبر مدينة في تهامة بعد زبيد فاستولى عليها ثم تحرك إلى زبيد واستولى عليها وهرب أميرها ابن زياد

ثم جاءت الاخبار أن تحالفا بين الهادي يحيى بن الحسين صاحب صعدة ومشائخ بكيل واليعفريين وملوك النواحي في تلك الهضبة المنهزمين من ابن الفضل سابقا وان هذا التحالف اغار على صنعاء وأخذها في غياب علي بن الفضل وقادته ودخلوا صنعاء سنة ٢٩٣ هجرية وهي نفس سنة الاستيلاء عليها من قبل علي بن الفضل واستولى على حكمها الهادي يحيى بن الحسين صاحب صعدة والذي وجه ابنه المرتضى إلى ذمار لاستعادتها وجعل فيها العمال لادارتها

فلما حدث ذلك تحركت قوات علي بن الفضل إلى ذمار وقصدوا المرتضى فخرج هاربا إلى أبيه في صنعاء سنة ٣٩٤ هجرية ثم إن ال يعفر ملوك صنعاء لم يعجبهم استيلاء حليفهم الامام الهادي على صنعاء دونهم فجهزوا جموعهم لحرب الأئمة

وعندما علم الامام الهادي بتجهز اليعفريين لحربه ندب أهل صنعاء لملاقتهم فخذلوه فخرج هاربا من صنعاء الى صعدة ودخل اليعفريين صنعاء

ثم تحرك ذو الطوق اليافعي التابع لعلي بن الفضل إلى صنعاء مرة اخرى ودارت بينه وبين اليعفريين معركة دامية استولى فيها على صنعاء وهرب اسعد بن يعفر بعد هزيمته واستولى جيش علي بن الفضل على صنعاء للمرة الثانية

واستدعا أهل صنعاء الامام الزيدي يحيى بن الحسين لتخليصهم من جيش علي بن الفضل فنهض نحوهم وبعث مقدمته علي بن أبي جعفر العلوي والعباس بن إبراهيم وسار بعدهم ولده المرتضى في جيش اخر فخرج جيش علي بن الفضل من صنعاء ودخلها المرتضى وأقام بها مدة

ثم جاءت جيوش علي بن الفضل فخرج المرتضى من صنعاء هاربا الى صعدة ولقي والده في الطريق فعادوا كليهما الى صعدة ودخلها جيش علي بن الفضل

ثم بعد هذه المعركة لم يلبث الامام الهادي الا قليلا حتى توفي في صعدة سنة ٢٩٨هجرية

وظلت صنعاء بيد جيش علي بن الفضل الذي جعل عليها بعض مواليه ليديرها ثم وثب ابن يعفر على مولى علي بن الفضل وقتله وأعلن طاعته لعلي بن الفضل وخلع دعوة العباسيون فجعله علي بن الفضل واليا على صنعاء

ولكن بعد فترة حاول ابن يعفر أن يعمل ضد قوات علي بن الفضل ويقوم بالتحريض ضدها وان يستقل بصنعاء عن علي بن الفضل فحرك اليه علي بن الفضل قوة كبيرة هزمته وفر هاربا إلى الجوف ودخلت جيوش علي بن الفضل صنعاء سنة ٢٩٩ هجرية واستقرت له الأوضاع وحكم اليمن وبقي المناوئين له شاردين وكانت قبل هذه المعركة الحروب سجال بين الأطراف إلا أن هذه المعركة حسمت الأمور لعلي بن الفضل

١٠- [ الخروج عن طاعة العبيديين وتنصيب نفسه ملكا"]

ولما استقر حكم اليمن لعلي بن الفضل خلع طاعة العبيدين وأعلن نفسه ملك اليمن مستقلا عن أي خلافة

وعندما فعل ذلك لآمه منصور بن حوشب على خلعه للعبيدين وان هذا منافي لبيعته وميثاقه لهم وحذره من ذلك فكتب إليه ابن الفضل أن هذه البيعة انتهت مثلما فعل صاحب البحرين سعيد الجنابي وخلعه لهم وانك ياابن حوشب عليك اتباعي وخلع العبيدين والانضمام الي والا جهزت لك جيش لحربك واخضاعك

فلما لم يفعل ابن حوشب ذلك واستمر على بيعته للعبيديين تحرك جيش كبير من قوات علي بن الفضل لملاقاه ابن حوشب والذي هرب وتحصن في قلعة مسور في حجة فحاصرها علي بن الفضل مما اضطر ابن حوشب على تسليم ولده لعلي بن الفضل ليكون معه مقابل أن يدعه علي بن الفضل في قلعته دون المساس به فوافق ابن الفضل ورجع إلى عاصمته المذيخرة

١١- [ المؤامرة ومقتل علي ابن الفضل ]

جاء أحد الاشراف من العراق حد زعمهم ووصل إلى اسعد بن يعفر الحوالي الذي كان في الجوف هاربا من ابن الفضل وكان ذلك الشخص لديه مهارة في التطبيب واعلم اسعد الحوالي بنيته في قتل علي بن الفضل وتخليص اليمن منه فأعجب الحوالي بتلك الفكرة وشجعه ووعده أن يعطيه نصف ممايملك أن هو قتل علي بن الفضل وعاد سالما وإذا قتل فأن جائزته عند الله لقتل ذلك المجرم

فذهب ذلك السيد إلى المذيخرة وكان يعالج أهلها وشاع ذكره لعلي بن الفضل الذي طلب باحضاره لعمل له الحجامة

وعندما أخبر أن عليه التوجه إلى قصر الملك جعل كميه من السم في شعر ذقنه

وعند الحضور إلى علي بن الفضل تم تفتيشه من كل ملابسه ثم ادخل به إلى علي بن الفضل ليعمل له الحجامة

فقام ووضع الماس التي يريد أن يعمل بها في فمه وهي عادة اي طبيب عند الملوك لكي يطمئن الملك أن هذا الشي غير مسموم وبعد ذلك دكها بشعر ذقنه لأجل تنشيفها وهو في الحقيقة يمسح بها السم الذي في شعره وينقله إلى الموس

وعندما بدأ بحجامته وعمل قطع صغير في عرق الاكحل تسرب السم اليه وعندما انتهى من عمله غادر بسرعة قبل كشف فعلته

ولكن علي بن الفضل احس بالسم الذي انتشر في جسمه وأبلغ حراسه بالقبض على ذلك الرجل الذي هرب وتبعه أفراد من حراسة علي بن الفضل حتى قتلوه في منطقة السحول من اب

فكان مقتل علي بن الفضل مسموما سنة ٣٠٣ هجرية

١٢-[ مابعد مقتل علي ابن الفضل وصياغة التاريخ من قبل المنتصر]

وعندما علم ابن يعفر بمقتل علي بن الفضل قاد تحالف كبير من الأمراء المنهزمين وحاصروا المذيخرة وكان فيها احمد بن علي بن الفضل الذي حكم بعد والده

قد يعجبك أيضا

البدو ودلتا أبين.. أصالة التاريخ المخفي

وظل الحصار لمدة سنة وتم رمي المذيخرة بالمنجنيقات حتى خربها ودخلها قهرا وقتل فيها مقتله عظيمة وسبى بنات علي بن الفضل ووزعهن على قادة جيشه وواحدة جعلها لولده وتم تصفية قادة علي بن الفضل ورجاله ومناصريه وأنهى دولته والتي استمرت ١٩ سنة وفعل فيها مالم يفعله غيره من الاستيلاء على المدن واحضاع الأمراء والملوك في تلك السنوات القصيرة

وقد قيل في علي بن الفضل بعض الأقاويل التي الله اعلم بصحتها ولأن الرواه لها هم الأعداء الذي اذلهم منها على سبيل الذكر وليس للتصديق:

إن علي بن الفضل طلع على منبر الجند والبعض يقول منبر صنعاء في تضاد واضح للرواية ومرة يقال إنه شاعر القرامطة هو من قالها وهي:

خذي الدف ياهذه والعبي
وغني هذاذيك ثم اطربي

تولى نبي بني هاشم
وهذا نبي بني يعربي

فقد حط عنا فروض الصلاة
وفرض الصيام فلم تتعبي

اذا الناس صلوا فلا تنهضي
وان صوموا فكلي وشربي

ولاتطلبي السعي عند الصفاء
ولا زورة القبر في يثربي

ولاتمنعي نفسك للمعرسين
من الأقربين أو من الأجنبي

لماذا حللت لهذا الغريب
وصرتي محرمة الأبي

أليس الغراس لمن ربه
واسقاه في الزمن الأجدبي

وماالخمر الا كما السماء
يحل فقد سدت من مذهبي

وهذه القصيدة الكثير يراها أنها مصطنعة لتشويه علي بن الفضل وهي عادة الأئمة الزيود في كل المراحل ولم يسلم منهم حتى الخلفاء الراشدين والبعض يذكر أنها لمسيلمة الكذاب وادخل فيها اسم يعربي لكي تناسب علي بن الفضل

فكيف برجل حسب كتبهم أنه استعمل الورع والزهد لكي تلتف حوله الناس وهو يعلم أن التفاف الناس حوله الا عن طريق الدين اما أن يلحد ويكفر وهذا يناقض كتبهم

وكما يقول المؤرخ الكبير القاضي الاكوع:
اذا كانت هذة الصفات في ابن الفضل وهذا غير منطقي لرفضته كل قبائل اليمن ولنكرت عليه فعله ولايمكن يكتب له النصر

فهم عندما ذكر في كتب الفاطميين أنه خلع مذهبهم لم يقدروا إنكار ذلك في كتبهم ولكنهم نسبوه للكفر والإلحاد بعد ذلك اي بما معناه ( عندما تنتهي المصالح تبدئ الأحقاد)

وكذلك قولهم إن كان يبداء خطاباته:
من باسط الأرض وداحيها ومزلل الجبال ومرسيها علي بن الفضل إلى عبده فلان

وكذلك قيل عن إجرامه:

أنه عندما دخل زبيد أسر ٤٠٠٠ عذراء وعندما وصل جيشه إلى منطقة تسمى الان الملاحيظ خطب في جنوده وقال:

لقد علمتم أن نساء الحصيب فتنة وأنهن سيشغلينكم عن الجهاد فتخلصوا منهن فتم ذبحهن كلهن في ساعة واحدة حتى سمي ذلك المكان بالمشاخيط نسبة لذبحهن ومنه أصبح مع النطق بعد ذلك الملاحيظ

فهل يمكن سبي ذلك العدد من العذارى من مدينة في بداية إنشائها وكم سيكون عدد سكانها ولماذا لم يأسر من مناطق أخرى بل إنه عامل أعداءه معاملة حسنه ومن ذلك ابقى ابن يعفر والي على صنعاء رغم قتله لمن جعله على صنعاء ولم يخرب المدن مثلما خربت المذيخرة من قبل اسعد بن يعفر وتسبى بناته ويقتل رجاله بعد الاسر

وكذلك مما قيل فيه من قبح:

أنه كان يجمع الناس في المذيخرة يوم الغدير ويتم الرقص والغناء في مكان معين ثم تطفى الانوار وكل شخص يمسك بيد امراءة ومهما كانت ولو كانت من محارمه فياتي مع من مسك يدها

هذه الأشياء تكون مصداقيته ضعيفة من منافسين علي بن الفضل والذين ينظرون نظرة مناطقية فنظرتهم للصليحيون والزريعيون نظرة تختلف رغم أنهم قرامطة اسماعيليون المذهب وكتب عنهم بكل وقار وتبجيل ولازال تمجيد اروى بنت احمد (السيدة بنت احمد) للان في مناهجنا وكتبنا والسبب لأن هؤلاء من هضبتهم الزيدية عكس علي بن الفضل الذي كان من خارج مناطق الهضبة الزيدية ومن نسل حميري

ونقلا عن الباحث محمد حسين الفرح أنه كلمه احمد محمد الشامي عند رجوعه إلى صنعاء عام ١٩٨٤ هو ومجموعة من الباحثين عندما سأله عن قصيدته التي قالها في علي بن الفضل والثوار عند قيام ثورة ٢٦ سبتمر فقال له تلك القصيدة لها مكاسب ومصالح

وقال له إن الملك علي بن الفضل مظلوم وهمش تاريخه من أعدائه وان بقصد تأليف كتاب يبين فيه كذبهم وزيفهم وتشويهم لعلي بن الفضل ولكنه مات قبل أن يؤلف الكتاب الذي كان يعد له وهذه شهادة لمن نجاه وذمه وبعد ذلك يؤكد مظلوميته

وهذا بعض الشعر ولكنه ناقص في ابياته والذي لا اعلم من قائله يمدح علي بن الفضل

وسئل في القبائل كل حي
تأبى أن يكون لهم قطينا

واشعل ضدهم حربا ضروسا
وأعلن ثورة المتمردينا

فازره ذو يمن ،،،،،،،،،،،،

،،،،،،،،،فهبوا اليه مبايعينا

كتائب كالهضاب هضاب رضواء
تبايع قائدا بطلا أمينا

رجل كان يقسم المال على العامة والتف حوله البسطاء واسقط عروش الملوك الطغاة في بضع سنين ولم يخرب المدن ولم يسفك الدماء في غير المعارك وعندما يقال كتب السنة في ذلك الزمن فهي كتب تتبرك بالقبور وتزور الأولياء وتعظمهم وتقول إن لهم كرامات خارقة ومن يطلع على تلك الكتب سيعلم اي مذهب هم وهم بعيدين عن السنة

انا لا أقول إن كلامي صحيح قد اكون مخطئ ولكن الشواهد كثيرة في تناقضهم ومناطقيتهم وتزييفهم

وفي النهاية ليس هناك مثل مذهب الصليحيون الاسماعيليون والتي تدرس في مناهجنا وليس هناك وحشية مثل الأئمة وعلى سبيل المثال في معارك المظفر ضد الطاهريون والذي اغلب جيشهم من المناطق التي كانت مناصرة علي بن الفضل عندما قام المظفر وقتل الف من الاسرى وجعل آلاف الثاني يحمل رؤوس أصحابهم إلى أن وصل إلى صنعاء وعندما اشرف والده أمر بقطع رؤوس الذين يحملون رؤوس أصحابها وذلك في كتبهم ولكن مع ذلك يبجل ويعظم

نحن لانعظم علي بن الفضل ولكن تتضح أن هناك غير مصداقية في التعامل مع الكل من نفس المعيار سوى في المذهب أو في الظلم والوحشية.

المراجع

سنذكر فقط بعضها وبالأخص السنية وسنترك الكتب الزيدية لأن النقل واحد وماقيل فيها قيل في الكتب الأخرى:

طبقات الفقهاء لابي سمرة الجعدي
طبقات الفقهاء والملوك البهاء الجندي
العسجد المسبوك للخزرجي
قلادة الدهر لبامخرمة
صفة جزيرة. العرب الهمداني (في مايخص المناطق والانساب)
والكثير من المصادر التي تتشابه في النقل.